إشراقة . هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية .

16 ديسمبر 2022

ذ . إدريس حيدر

لعل الجميع لازال يتذكر ذاك التصريح المفعم بالفرح و الاعتزاز و التأثر للمواطن التونسي السيد : ” أحمد الحفناوي ” ، ( توفي اخيرا ) عقب هروب الرئيس التونسي المخلوع :” زين العابدين بن علي ” ،حيث قال :
” هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية “.
أجل، لقد حُقَّ للمغاربة و شعوب العالم الثالث ،أن تردد نفس القولة ، بسبب الانتصارات التي حققها الفريق الوطني المغربي في كأس العالم ، و وصوله إلى المربع الذهبي.
فقد تماهت شعوب العالم الثالث : إفريقيا – الشرق الاوسط – آسيا ،مع النتائج المحصل عليها بل و اندفعت إلى الشوارع احتفاء بتلك الانتصارات.
و فضلا عن هذه الإنجازات الغير المسبوقة ، فقد كان الجميع يتمنى و يأمل انتصار الفريق الوطني على نظيره الفرنسي للاعتبارات التالية :
1- أن فرصة لعب النهاية ربما لن تتكرر ، و إذا حصل فربما بعد عقود .
2- أن ” فرنسا ” هي البلد المستعمر و بالتالي فهناك حساسية خاصة .
3- و لأن الإعداد لهذه المبارة رافقته في” فرنسا ” موجة عنصرية قوية و غير مسبوقة من طرف قادة التنظيمات اليمينية ، و من الإعلام صاحب نفس التوجه …الخ .
فمنهم من طالب بطرد المغاربيين المقيمين في ” فرنسا ” لأنهم لا يدينون لها بالولاء ، و آخرون شبهوهم بالنازيين ،و فئة ثالثة نعتتهم بالحثالة و الرعاع .
3- و نادى البعض منهم بالتوجه إلى السلطات العليا في البلاد من أجل إعطاء تعليماتها إلى اللاعبين المغاربة ليكفوا عن رفع العلم ” الفلسطيني ”
4- و أما المرشح للرئاسة في الانتخابات الفرنسية السابقة ” إيريك زمور ” Eric Zemmour ” ,فقد نفث حقده و كراهيته في حق :
المغتربين من العرب ،المسلمين ،الأفارقة( بسبب لونهم ) …الخ . لا لشيء إلا لكون ” المغرب” حقق انتصارات مذهلة و أصبح قدوة لشعوب العالم الثالث في ميدان كرة القدم .
أجل، لقد خلفت هذه المواقف الهائلة حسرة في النفوس ،خاصة و أنها تصدر في بلد الديمقراطية و قبلة الانوار ، و التي تحمل شعارها الخالد الذي وُضِع بعد انتصار الثورة الفرنسية و هو :
حرية – مساواة – أخوة.
Liberté – Egalité – Fratérnité.
غير أن هؤلاء التافهين نسوا ،أن ” فرنسا ” استغلت لعقود ثروات البلدان المستعمرة من أجل تحقيق الرفاه لمواطنيها، و بعد ذلك رَحَّلَتْ آلاف المواطنين من أبناء تلك الأوطان للدفع بهم في جحيم الحرب العالمية الأولى و الثانية و بالتالي كانوا حطب تلك الحروب المدمرة ، ثم أخيرا شُغِّلوا عبيدا من أجل إعمار فرنسا و المساعدة على انطلاقها اقتصاديا ،و الآن يبنون مجدهم الكروي بالافارقة ، متغاضين الطرف عن مزاعمهم العنصرية ، و هذه لعمري انتهازية مقيتة .
و بعد ،
لقد كان في استطاعة الفريق الوطني ، الانتصار على الفريق الفرنسي لولا بعض الجزئيات الصغيرة ، و قد ابان عن مهاراته و قدرته على خلق المستحيل .
و لكن بالرغم من كل هذه الإكراهات بل و الحماقات ،يحلو لي أن أردد معكم هذه القولة الخالدة :

” هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية “.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading