” الأمانة، انفلات مابين النور والظلمة”

18 نوفمبر 2022

 

بقلم : هدى بنادي 

اليوم غدا وابدا، السلام لكل الأشخاص
المخذولين ، أصحاب الندوب والهالات وأبناء الصراعات الداخلية والجهاد النفسي والقلق اللصِّيق الذي يعكر مزاجهم ,حقاً أتمنى  السلام للجميع كما أتمناه لنفسي..لأنك أنت أيها الآخر الحقيقة الثابتة في هذا العالم المزيف .

على مر العصور منذ الأزل و بداية الخلق، بداية صراع البقاء للاقوى بكل تجلياته الممكنة كانت تجربة الحياة على الأرض أصعب شيء يمكن للإنسان أن يخوضه. بعودتنا إلى بداية الخلق بدءا بآدم باعتباره أول الخلق وما عرف بالإنسان، هذا الكائن الخطّاء كما تروي البدايات في عصيانه لله ثم عقابه عقابا جعله يسكن الأرض وحواء بعدما قاما بخيانة الأمانة وتحملهما مسؤولية اختبار الله لهما.
أعتقد بل أجزم أن مفهوم الأمانة واضح وراسخ تماما في اعتقاد كل الأديان السماوية.
الإنسان هذا المخلوق على الأرض حمل الأمانة منذ يوم ولادته، نفسه وهي أثمن شيء يمكن أن يملكه، مع ذلك كثيرا ما نجد ذلك الخطّاء يعيد نفسه حينما يخون الأمانة وبضعف منه يسقط باتجاه مايؤذي النفس ويهلكها عوض استغلال العمر في العمل الجاد والهادف إلى الإسعاد. العمر أمانة، الحياة أمانة والعقل أمانة إن هم ذهبوا ذهب معهم الإنسان.
تستوقفني قصة يوسف الصديق وكيف كان لإخوته أن خانوا الأمانة. أمانة ابيهم لهم في الحفاظ على أخيهم الذي قصدوا به شرا للخلاص منه.
الحقيقة أن التاريخ قدم لنا نسخا قاسية جدا، ما نراه ونعيشه اليوم ليس وليد الساعة.. كانت ولاتزال النفس الأمارة بالسوء، تلك الأرواح الشريرة التي لازمت بعض البشر ضعيفي الإيمان والإرادة، عديمي الضمير والمبادئ، مشتتي الفكر، غالبا ما كانت تنصب أفكارهم اتجاه الطغيان والطمع.

عمليا وبتفاوت المناصب استطاع البعض التلاعب من خلال مناصبهم عوض الجد، حب العمل والتفاني فيه كان استغلال الأمانة المنوطة بهم صوب مصالحهم أي كان شكلها من تزوير واختلاس إلى غير ذلك.. . التواطؤ في هكذا جرم يحيلنا إلى قضية أخلاقية من الدرجة الأولى تنساق إليها مجتمعاتنا لتتفشى الظاهرة بشكل سريع ومريع.
إنسانيا أيضا بعض أقوى الخيانات وأقساها؛ خيانة الصداقة الأخوة والمحبة مما أدى بالكثير منا إلى ضيق النفس والتذمر داخل وابل من الصراعات والتحديات الإنسانية التي قوبِلت بالنكران والحجود، ثم اكتشاف الأرضية المغشوشة التي بنيت عليها العلاقات والتي كان من المفروض أن يغلب عليها طابع الحب.
الحب هذه الكلمة العظيمة، بثقل معناها الراسخ في الأمان والإخلاص، الحب وفاء عطاء ونكران للذات..

في هذا العالم وبكل هشاشته نحن بحاجة إلى الاحساس بالحب بحقِّ الحب وصوته الخيّر.. أينما كان الحب كانت الأمانة..
” ليس من الصعب أن تجد حبا جميلا في هذا العالم لكنه من الصعب أن تجد من يحافظ عليه بصدق وأمانة”

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading