إشراقة … إضاءة .

17 نوفمبر 2022

ذ. إدريس حيدر

يقينا أن الرأي العام يتابع إضراب هيئة الدفاع عبر ربوع الوطن ، بكثير من الإهتمام و الفضول .
و بالمناسبة لا بد من إضاءات حول هذا الحدث الهام ، و هي كالتالي :
إن مهنة المحاماة – كما يحلو لي أن أقول و أردد- شريفة و نبيلة ، و مما لا شك فيه أن سجل البشرية حافل بالمواقف الشامخة رجالاتها.
و هنا أود التذكير فقط، بأن الحاكمين و منذ مدة ليست بالقصيرة و هم يتربصون بها من أجل إركاع رجالاتها ،لكن محاولاتهم ذهبت سدى ، لأن المحامين ظلوا دائما بمثابة منارات تشع و تُضيء بسناها الدروب المظلمة للشعب.
و إذن كل المخططات الدنيئة باءت بالفشل.
و لكن و مع ذلك فالدولة لم تمل و لم تكل من أجل إصابة المهنة في مقتل من خلال :
* فتح أبواب المهنة مشرعة و إغلاقها بالوافدين من أجل التخفيف من البطالة و امتصاص غضب العاطلين و أسرهم.
* محاولة ترويض رجالاتها من خلال محطات مختلفة و آخرها ،منع المحامين من الولوج المستنير للمحاكم و منعهم من الصلاة في محرابهم ( أي المحاكم) ما لم يقدموا جوازات التلقيح .
إلا أنه سقط في أيديهم( كما يقول العرب )
*تضريب المهنة بشكل أحادي بعيدا عن المقاربة التشاركية التي ينص عليه الدستور 2011 ،و محاولة وضع قانون للمهنة جديد في غياب حراس المعبد و سدنته ( أي المحامون ) ،و جعل المحامي جابيا للضرائب .
* خلق متاريس مالية للمواطن لمنعه من اللجوء
للقضاء من أجل إنصافه و تحقيق العدالة في المجتمع و بين الناس.
من جهة أخرى فقد استغلت جهات مشبوهة هذه الواقعة للترويج لأكذوبة مفادها :
أن المحامي يتهرب من دفع الضرائب، فاين هي يا ترى المواطنة و الوطنية ؟
لكن هيهات ،هيهات ،فهذه الهرطقات، الأكاذيب و الاضاليل و التفاهات لم تنطل على الجمهور العريض ،ذلك أن أغلب المحامين يؤدون ضرائبهم بل و يساهمون بشكل إيجابي في التضامن و ذلك بتشغيل أفراد يعولون أسرا متعددة الأفراد.
هذا طبعا مخطط الدولة ،و ما السيد الوزير” النرجيسي ” إلا وسيلة تستعمل للتنفيذ و تنزيل سياستها ، إلا أن صاحبنا اختلط عليه الحابل بالنابل و اعتقد للحظة : “أنه الدولة و الدولة هو “.
و الاكيد هو انها( أي الدولة ) بعد قضاء حاجتها منه ،سترميه في مزبلة التاريخ ،كما فعلت مع رجال آخرين سبقوه و كانوا من عيارات استثنائية .
أما هو فمجرد تافه و عابر سبيل .
فضلا عن ذلك فهذا القطاع المهم جدا و الرفيع ،كان يقوده فيما مضى رجال سُجِّلت أسماؤهم في حوليات هذه المهنة بمداد من فخر ، و لازال صدى مرافعاتهم و هم يصدحون بالحق ،يتردد في أركان و ردهات المحاكم المغربية ، و هم كُثْرٌ و منهم :
ذ. عبد الرحيم بن عبيد ، ذ. عبد الرحمان اليوسفي ،ذ. عمر بنجلون ،ذ . امحمد بوستة ، ذ. المعطي بن عبيد، ذ. عبد الرحمان بن عمرو ،ذ. عبد الرحيم الجامعي ،ذ. مصطفى الريسوني و القائمة طويلة .
و لكن الآن ،أُرْثِي مهنتي ،نظرا لكون الذين نصبوا أنفسهم للدفاع عنها أمام مؤسسات الدولة ،غالبا ما يكون اداءهم ضعيفا ،هزيلا و هشا ،بشكل لا يشرفها إطلاقا.
لكن نسي كل المتآمرون و المدبرون بليل ،أن هذه المهنة وَلُودٌ ، و أن شبابها و قيادمتها الأفاضل هم حماتها.
و إذن لمن يهمه الأمر أقول:
المحامي خط أحمر ، و إنه لن يركع كيفما كان حجم المؤامرات التي تُدبر ضده
عاشت المحاماة حرة و مستقلة .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading