ذة : مليكة التومي
تعتبر الدراسة الجامعية مرحلة حاسمة في حياة الطلاب ‘ لان فيها يواجه الطالب تحديات وصعوبات تجعله خارج نطاق الراحة النفسية ‘ انها صعوبة من نوع اخر ‘
هي بيئة منفتحة مقارنة بالتي سبقتها ‘ لانها تعطي للطالب حرية اكبر ‘ وتمنحه خيارات اوسع ‘ فتجده يتعامل مع خلفيات اجتماعية وفكرية مختلفة عنه ‘ اضافة الى انه يتواجد لوحده في السكن بعيدا عن الاسرة ويتحمل مسؤوليات نفسه ‘ مما يضطره للبحث عن اقامة علاقات صداقة مريحة له مع غيره ‘ ففي هذه الحالات على الاسرة ان تكون له سندا قويا وداعما بالتوجيه والنصح والحوار والمصاحبة لتفادي الصدمات التي قد تؤدي بالاولاد الى هجر الدراسة او ارتكاب اخطاء لا تحمد عقباها .
ان التربية السليمة ‘ ليست هي التي تتوقف عند مرحلة معينة من مراحل الدراسة ‘ بل هي التي يمتد تأثيرها مدى العمر ‘
وفي التعليم الجامعي ينتقل الطالب من حياة التبعية الى الاستقلالية والاعتماد على النفس لاثبات الذات في معظم مناحي الحياة ‘ والتأقلم مع الواقع الجديد لتكوين مجتمع مناسب له ‘ وفي نفس الوقت مطالب بالتفوق في الدراسة التي اختارها لنفسه او اختيرت له ‘ كلها تحديات وصعوبات تعترض الطالب الجامعي ‘الذي يجب ان يكون محصنا بتربية الوالدين القويمة والتي تجعله يتخطى المزالق والهفوات …
ان الدراسة الجامعية ‘ هي نقلة نوعية في حياة الطالب نظرا لما تحمله المرحلة من اهمية في بناء الشخصية والتطور على مستوى التفكير والثقافة وتراكم الخبرات وزيادة في المعرفة ‘ لذلك يجب دعم الوالدين المستمر حتى لا يحصل فراغ او صدمة للاولاد .
وحسب تجربتي المتواضعة في علاقتي الطويلة مع الطلبة وتعاملي معهم ادعو الاباء الا يتخلوا عن ابنائهم بالمتابعة والتوجيه والارشاد لان الابناء في امس الحاجة اليهم ‘ هم خير سند لهم وتدخل في اطار مسؤولياتهم .