التعليم الجامعي ومسؤولية الاباء

11 نوفمبر 2022

ذة : مليكة التومي

تعتبر الدراسة الجامعية مرحلة حاسمة في حياة الطلاب ‘ لان فيها يواجه الطالب تحديات وصعوبات تجعله خارج نطاق الراحة النفسية ‘ انها صعوبة من نوع اخر ‘
هي بيئة منفتحة مقارنة بالتي سبقتها ‘ لانها تعطي للطالب حرية اكبر ‘ وتمنحه خيارات اوسع ‘ فتجده يتعامل مع خلفيات اجتماعية وفكرية مختلفة عنه ‘ اضافة الى انه يتواجد لوحده في السكن بعيدا عن الاسرة ويتحمل مسؤوليات نفسه ‘ مما يضطره للبحث عن اقامة علاقات صداقة مريحة له مع غيره ‘ ففي هذه الحالات على الاسرة ان تكون له سندا قويا وداعما بالتوجيه والنصح والحوار والمصاحبة لتفادي الصدمات التي قد تؤدي بالاولاد الى هجر الدراسة او ارتكاب اخطاء لا تحمد عقباها .
ان التربية السليمة ‘ ليست هي التي تتوقف عند مرحلة معينة من مراحل الدراسة ‘ بل هي التي يمتد تأثيرها مدى العمر ‘
وفي التعليم الجامعي ينتقل الطالب من حياة التبعية الى الاستقلالية والاعتماد على النفس لاثبات الذات في معظم مناحي الحياة ‘ والتأقلم مع الواقع الجديد لتكوين مجتمع مناسب له ‘ وفي نفس الوقت مطالب بالتفوق في الدراسة التي اختارها لنفسه او اختيرت له ‘ كلها تحديات وصعوبات تعترض الطالب الجامعي ‘الذي يجب ان يكون محصنا بتربية الوالدين القويمة والتي تجعله يتخطى المزالق والهفوات …
ان الدراسة الجامعية ‘ هي نقلة نوعية في حياة الطالب نظرا لما تحمله المرحلة من اهمية في بناء الشخصية والتطور على مستوى التفكير والثقافة وتراكم الخبرات وزيادة في المعرفة ‘ لذلك يجب دعم الوالدين المستمر حتى لا يحصل فراغ او صدمة للاولاد .
وحسب تجربتي المتواضعة في علاقتي الطويلة مع الطلبة وتعاملي معهم ادعو الاباء الا يتخلوا عن ابنائهم بالمتابعة والتوجيه والارشاد لان الابناء في امس الحاجة اليهم ‘ هم خير سند لهم وتدخل في اطار مسؤولياتهم .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading