
ـ بقلم : أم زيد
يخلد المغرب ككل سنة، يوم 13 أكتوبر، اليوم الوطني لمحو الأمية، نظرا لما لهذا اليوم من أهمية في التحسيس والتوعية الشاملة بظاهرة الأمية وإشكالاتها وأثر مكافحتها، وكذا تقويم الجهود المبذولة في مكافحتها وتجديد العزم على مواصلة العمل بشكل فعال ومشترك للقضاء على هذه الظاهرة
والتصور الجديد لسيرورة التعلم وبرامج-محو الامية تعد جزءا من التربية المستمرة مدى الحياة، إذ تتشكل من ثلاث مراحل متكاملة ومتجانسة هي مرحلة ما قبل محو الأمية التي تهدف إلى تيسير عملية الانتقال التدريجي من عالم «الشفوي» (لغة الحياة) إلى عالم المكتوب (اللغة العربية) باعتبارها مدخلا أساسيا للمرور للمرحلة الثانية وهي مرحلة محو الأمية.
وترتبط هذه المرحلة، في جوهرها، بعملية التعلم وفق مقاربة وظيفية تروم تمكين المتعلمين من المهارات الأساسية الكفيلة بربط تعلماتهم بحياتهم اليومية وبالأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.
أما المرحلة الثالثة وهي مرحلة ما بعد الأمية فترتكز على صيانة المكتسبات التي امتلكها المتحرر من الأمية وكيفية توظيف معارفه وخبراته الجديدة في حياته اليومية وذلك انسجاما مع أهداف التكوين الذاتي المستمر لمواكبة تطور المجتمع.
ومحو الأمية الوظيفية دعامة أساسية للرقي كما أن برامج محو الأمية مكنت العاملات والعمال الأميين من تطوير كفاءاتهم و مهارتهم المهنية والاستفادة من التكوين المستمر بما انعكس إيجابا على مردوديتهم ومدخولهم كما فتح لهم آفاق الترقية المهنية والاندماج في مسلسل التنمية الشاملة.
وقد أكد مكتب اليونسكو بالرباط والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية أن جهودا هامة بذلت على المستوى الوطني في مجال محو الأمية من أجل الاستجابة لانتظارات الساكنة المستهدفة وتحقيق أهداف تنمية 2030.
وذكر بلاغ مشترك لمكتب اليونسكو والوكالة، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية (8 شتنبر)، أن الالتزام الجاد للمغرب مكن ما يقارب 6،8 مليون شخص من الاستفادة من برامج محو الأمية خلال العشر سنوات الأخيرة، وإحداث الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بهدف تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، وهو ما يعكس إرادة المملكة الراسخة لتسريع وتيرة إنجاز الأعمال الرامية إلى القضاء على هذه الآفة.
وهي مناسبة سنوية للتأكيد على أهمية تعلم كفاية القراءة والكتابة لكل مواطن.
وتستمر الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية خلال هذا اليوم، وبتعاون مع شركائها الوطنيين والدوليين، مواصلة تنزيل الاستراتيجية الوطنية 2023-2035، برؤية واضحة نحو الهدف العام المتمثل في خفض معدل الأمية إلى مستوى يسمح بالقضاء عليها بحلول عام 2029، وفقا للأهداف الموضوعة في القانون الإطار 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
كما تواصل اليونسكو، هذا العام أعمالها تحت شعار :
“تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي”. بتقديم الدعم التقني ذي جودة للمؤسسات الوطنية من أجل تنمية وبلورة استراتيجية وطنية باستعمال الأدوات اللازمة التي ستمكن من الاستجابة لأولويات المغرب. وعلى هذا الأساس، تم فتح أوراش بهدف دعم أفضل لجهود الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في تنمية أدوات البحث العملي لقياس نسبة تعلم المستفيدين من برامج محو الأمية.
أم زيد