
ذ. محمد اكرم الغرباوي
أستاذي العزيز سيدي محمد ، أكتب لك رسالتي على الفايس في محاولة النبش بذاكرتي عن أشخاص شكلوا وعيا معرفيا و جماليا بمساري ، في لحضات عابرة أو ملازمة. ومنهم أنت
أستاذي المقتدر سيدي محمد الحراق ، حفظك الله و متعك بالصحة و الغافية .
أتدري كلما اجتمعت بأصدقائي الحمدوني و أطاع الله والحجام ولحلو وغيرهم إلا و ذكرناك بألف خير ، ربما لأن أثرك لازال معنا و أنت تدفعنا للبحث و العرض و المناضرة و الحجاج الأنيق . بل أكثر وأنت تنتشلنا من شقاوة المراهقة الى تفكير العاقلين .
أستاذي سيدي محمد أذكر يوم ألزمتنا بحفظ أبيات شعرية لفن النقائض ( جرير و الفرزدق ) لازلت أرددها وأنت من علمتنا الغوص في الشعر و الأدب. يومها
َاستعصى علينا الحفظ فعملت على تغيير نمط الدرس بدل العقاب و أوقعتنا جميعا في ورطة حفظ أضعاف ثلاث من القطعة الشعرية . حيت وزعت أبياتا على الجميع و جعلتنا نتبادل و نتقادف الأبيات بطريقتك
الخاصة ولكأننا بساحة الشعر . بعد سنوات أدركت أنك كنت تعلمنا طرائق الحياة المستعصية المختلفة وحلها بطرق غير اعتيادية . وان المستعصي بالتقليد يُنال بالتجديد و الإبداع.
أتعلم أستاذي سيدي محمد أنني أتردد على قسمك وأنت أستاذ لنا للغة العربية بعلال بن عبد الله – قبل أن تدبرها حارسا عاما للخارجية – تعلمنا نبل وجمال الكلام و التعبير و الغوص في المعنى وبناء المبنى . الى جانب الأفاضل والفضليات الجباري و البرياق و سيدي عبد الإله نخشى و القندروش و عبدون و الحوتي و القيدي و المجاهد عبيبر و الحجام وفائزة ، ألج الأقسام الآن إداريا بنفس التلميذ السابق بحثا عن نفس من علمونا أن الإخلاص للتلميذ و المدرسة هو صناعة و اخلاص للوطن
أستاذي سيدي محمد
أجدني الآن بنفس مهمتك بنفس المؤسسة التي ربيتنا فيها على الإخلاص . والله أصدقك القول أنني أجدك في أماكن مختلفة ، في حديث محبة الجميع لك بعلال بن عبد الله أستاذا مربيا و حارسا إداريا مدبرا حكيما .
أستاذي سيدي محمد الحراق ها أنذا بعيدا في وحدة أتذكرك كما أجيال كثيرة أنت صانع مجدها . لا أسعى إلا لربح دعوات في الغيب شفاء لك . حفظك الله من كل مكروه أيها العزيز .