هل على المرء أن يسقط باكيا ليثبت انه منهك؟

4 مايو 2025
Oplus_131072

_ لبيب المسعدي

لا يحتاج الجسد المنهك إلى دموع تعلن عنه، ولا إلى سقوط يبرهن على ضعفه. فالإرهاق لا يحتاج إلى شهادة من الدمع، ولا إلى اعتراف من العظام المرتعشة. إنه يكتب نفسه في عينين غائرتين، في صوت مبحوح، في حركة بطيئة كأنها تقاوم جاذبية الأرض.
الدمع قد يكون لغة، لكن الصمت أيضا لغة أخرى للإرهاق. فكم من منهك يبتسم، وكم من متعب يمسك دموعه كي لا تصبح دليلا على ضعفه! الإرهاق لا يقاس بكم الدمع، بل بثقل الأنفاس، ببطء الخطى، بتلك المسافة الشاسعة بين الرغبة والفعل.
لا تطلبوا من المتعب أن يبكي كي تصدقوه. فالحزن لا يحتاج إلى شهود، والإرهاق لا يحتاج إلى برهان. أحيانا، تكون العيون الجافة أبلغ من دموع تسكب أمام العالم.
فهل على النجوم أن تسقط كي ندرك أنها ما زالت تضيء؟

‎كما قال دوستويفسكيفي في رسالته لأخيه من السجن “أشعرُ بأن روحي شفافة ورائقة… المستقبل لي كله، وأرى ما سأفعله كما لو تحقق الآن”
‎هكذا يكون التعب أحياناً بوابةً لرؤيةٍ أعمق، لا دليل ضعف.
‎و من نور القرآن
‎وفي سورة الشرح تذكرةٌ للقلوب المُثقلة يقول الله تعالى {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
‎فالضيقُ ليس نهاية، بل محطةٌ تُعلّمنا أن النجاح لا يُقاس بالدموع، بل بالصبر والاستمرار.
‎ويضيف تولستوي “ليس الألم هو الذي يقتلنا، بل الصمت عليه”
‎فالسقوطُ باكياً قد يكون تحريراً، لكنَّ الصمودَ بصمتٍ هو إثباتٌ أعظم.
‎الإرهاقُ حكايةُ جسدٍ أعطى كثيراً، لا شهادةُ عجز. فكما قال بوشكين في إحدى قصائده “كُنْ شجاعًا… احتقر الخداع، واتبع درب الحق”
‎فلا حاجةَ للدموع كي تُصدّقَ أنك تعبتَ، يكفي أن تُكملَ الطريق”
#لبيبيات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading