
بقلم : ذ. ادريس حيدر
تابع الرأي العام الوطني و الدولي بترقب كبير فعاليات مؤتمر حزب :” العدالة و التنمية المغربي ” ذي التوجه الإسلامي ، و الذي انعقد أيام : 25، 26 و 27 أبريل 2025 ، و انتظر الجميع مخرجاته و قراراته و توصياته .
و من المعلوم أن هذا المؤتمر يأتي استعداداً للانتخابات التي ستجري سنة 2026 ، و بعد الهزيمة المدوية التي عاشها الحزب في انتخابات 2021 ، و التي كان قد تراجع فيها من الصف الأول إلى الثامن بين التشكيلات الحزبية المغربية و المشاركة في الانتخابات .
و كان المتتبعون ينتظرون من هذا اللقاء ، أن يشهد نقاشا حادا و عميقا ، تقييما للمرحلة السابقة ، و استعداداً للمرحلة المقبلة ، من حيث برنامجه المستقبلي و منهجيته في تدبير المرحلة المستقبلية ، خاصة و أن المغرب تنتظره تحديات جديدة و كبيرة ، و يطمح أن يحتل مكانه بين الكبار ، و يستقبل سنة 2030 بمنظور مختلف عن السابق .
و معلوم أن السياق الذي حصل فيه الحزب على نتائج انتخابية مبهرة و نجاح ساحق ، كان غداة ما اصطلح عليه ب” الربيع العربي ” ، أو ” حركة 20 فبراير ” في المغرب ، و كيف أن الحركات الإسلامية التي استفادت من الظرفية ، في العالم العربي و تسلمت الحكم ، سقطت و اندحرت بعد ذلك في كل ربوع الوطن العربي .
فما هي إذن أهم ما ميز المؤتمر ؟
1- إن التعبئة التي عُرِف بها الحزب في محطات أخرى ، لم تصاحب هذا المؤتمر ، و إن كان قد استرجع بعض عافيته .
2- ما أثار الانتباه هو غياب القيادات التاريخية عن هذه المحطة ، إما بسبب انسحابها من الحزب أو استقالتها أو غضبها .
3- انصب الاهتمام بشكل أساسي على الشخص الذي سيقود المرحلة المقبلة أكثر من البرامج المقترحة من طرف المرشحين و السياسات المصاحبة لها .
4- إعادة انتخاب السيد : عبد الإلاه بنكيران ، ينم عن خوف المؤتمرين من التغيير ، في وقت اعْتُبِرَ هذا الأخير من طرف طيف كبير من مناضلي الحزب ، أنه عنصر أساسي في الأزمة التي وصل إليها الحزب .
5- سد الطريق بشكل أو بآخر في وجه نخب جديدة للتداول على المسؤولية الحزبية ، مع العلم أن المقاربة السياسية التي وصل بواسطتها و من خلالها كل من “بنكيران ” و ” العثماني ” إلى السلطة لم تعد قائمة ، بل و تشكلت عوالم جديدة و برزت كذلك آليات غير مسبوقة : ” الذكاء الاصطناعي ” لصياغة عوالم جديدة .
6- التأكيد على أن حزب العدالة و التنمية ، حزب محافظ ، يخشى التغيير ، و يكرس النمطية التي قد تكون عائقا نحو التطور ، و مسمارا صدءا يُضرب ً يُغْرسُ في جسد هذا الحزب .
7- إن إعادة انتخاب السيد :” عبد الإلاه بنكيران ” أمينا عاما للحزب ، يُعيدُ النقاش القديم / الحديث إلى الواجهة ، و المتعلق بغياب الديمقراطية الداخلية لدى الأحزاب المغربية و تكريس مسلكيات السلطوية و الخلود في المنصب .
إن هذا المؤتمر كرس أسلوب و شكل :” المشيخة” البعيدة كل البعد عن الحزب العصري ، العقلاني و الديمقراطي ، بل إنه مجرد إطار (زاوية) تجمع بين الشيخ و المريد .
فهل بهذا التشكيل و بهذه الآلية الصدئة ، يمكن أن يربح الحزب و الوطن رهانات المستقبل ؟
إن المستقبل المنظور ، كفيل بالجواب عن هذا السؤال الأساسي و المحوري .