
ذ : عبد الرؤوف الزكري
التقوا في صالون حلاقة، وفي انتظار الدور، تجاذبوا الحديث عن الدخول المدرسي و مستجداته، وتعد مدرسة الريادة أكبر عناوينه، والحلاق مهتم بتتبع تدخلاتهم، التي شرحت بيداغوجية طارل. لم يعلق بذهن السي محمد الحلاق غير المستوى المناسب، الذي سيتم تحديده في بداية الموسم الدراسي بإجراء اختبار للتلاميذ، على إثره سيحدد مستوى التلميذ. طرح أسئلة عديدة على الأساتذة الذين تشرف بحضورهم هذا المساء، والسمرة تعلو محياهم من أثر الاصطياف، الذي لم يأخذ الحديث عن اكتظاظ الشواطئ، وإطلاق يد البعض في ابتزاز المصطافين لأداء إتاوة الظفر بشمس وبحر الله، تحت مظلة تجبر على كرائها، تنضاف لغلاء سومة الكراء، وجشع حراس السيارات… إلا النزر اليسير من الحديث، اغتناما للمة الأستاذية في مراجعة ما تلقوه من تكوين طال الأمد بينهم وبينه، استعدادا لدخول مدرسي غير مألوف.
فور عودته إلى البيت نادى على ابنيه، لم يقبل أحدا منهما كما هي عادته، وتناسى وجود الزوجة، و ألقى كلمات ليست كالكلمات التي درجت على سماعها منه منذ زواجهما. أمرهما بإحضار كتاب القراءة، وشرع في تمرير رائز الموضعة، قراءة حروف، كلمات جملة، فقرة… اهتز يقينه في مكتسبات ابنيه، ولم تعد تعني له النتيجة التي حصلا عليها شيئا، تأكد أنهما سيلحقان بمستوى أدنى في بداية الموسم للاستفادة من الدعم المناسب. لكن السي محمد لن يمنح للقدر فرصة السخرية منه، وسيتولى تدارك الأمر بنفسه، وسيعمل على سد فجوات الفارق التعليمي.
في أول الصباح، فتح الصالون، وقام بكل الاستعدادات لاستقبال الزبناء، ووقف عند مفترق الطرق، في انتظار مرور أستاذ، يكلفه بدعم ابنيه فيما تبقى من أيام العطلة، قبل أن ” تقع الفأس في الرأس “.