سليمان عربوش
برحتم أو بقيتم معنا الأمر سيان أحبتي، نحن الميتين وأنتم الأحياء.. على الأقل كنتم غير مبالين بنا كارهين نفاقنا وجحودنا، ما مسوقينش لحضورنا، كنتم انتم العقلاء ولم نكن ندري، وحين صار ما صار ورحلتم كيفما أراد الواحد القهار صرتم على كل لسان، فهل نحن سيذكروننا حين نموت فرادى أو جماعات؟ لا نظن.
احبائي الميتين، أخبركم أن كل شوارع المدينة تبكي لحالكم، دون الناس قساة القلوب فحتى سور العزل المشطر للمدينة أستمع إليه يئن وينوح وقد سئم مرور المنافقين من جانبه، تلك الأحجار من جدران المدينة المنكوبة أراها تبكي يا أحبائي.. لسنا كلنا نبكي لأن قلوبنا تحجرت بل اقسى من الحجر الذي هو عنكم يبكي.. أفئدتنا صارت صخراً وبيوتنا يا ويلتنا لم يكن يصدح فيها القرآن، فقط كان قساة القلوب يستمتعون بمبارة منتخب البلاد، لأن جوارحنا صارت أكثر صلباً.. فنحن الميتين اذن.
احبائي، فقط أهاليكم، امهاتكم الثكلى، بكين بمرارة بصورة تدمي العين بدل الدموع، وعوائلكم صرخوا ألماً وقتلوا أنفسكم من النحيب.. التمسوا لهم العذر والصفح، بعضنا كان يشاهد كرة القدم في المقهى بل قولوا قساة القلوب كانوا مرحين سعداء يرشفون الشاي مرحا، وحدهم ابناءكم واخوانكم وأخواتكم عاشوا كمداً وهماً.
اصدقائي الميتين.. لا تقلقوا منا، لا ندعوا علينا ولا تشتكوا الى الله حجودنا ونفاقنا وازدراءنا لكم.
ناموا في سلام اصدقائي.. طيب الله تربكم، فلم تكونوا تؤذوا أحداً.. ولم تكونوا لصوصاً من المال العام ولا سرقين، بل انتم دائنين لنا في حقوقكم التي سلبها منكم الميتين الحقيقين الذين لا زالوا يعيشون بيننا.
سلام عليكم احبائي الميتين.