سلاما أصدقائي سلاما ( 3)

30 سبتمبر 2022

ذ . إدريس حيدر

و الطفل الفنان ” امخيتر ” الذي كان يقضي وقته في تشكيل لوحات فطرية و لكنها تنم عن كونه مبدع يتوفر على موهبة لا تخطئها العين .
ثم الطفل ” أحمد ” ذو الملامح الصغيرة و الحادة و الجسد الهزيل ، و الذي يتمتع بقدرة هائلة في فك لغز المعادلات الرياضية و الحسابية الصعبة .
مرت الايام سريعا ،و رمت الاقدار باولئك الأطفال و الأصدقاء في مسارات مختلفة من الحياة .
غير أن أولئك الذين كانوا يميلون للرعونة و الشغب ،انخرط أغلبهم في الجيش أو هاجر للخارج أو مارس تجارة بسيطة في إحدى دكاكين المدينة .
فيما غيرهم من النجباء ،فقد تبوء مراكز متقدمة في الإدارة ،التعليم …الخ ،و أما ” امخيتر ” فأصبح فنانا تشكيليا مرموقا.
من جانب آخر ، فإن بعض التلاميذ الذين كانوا يركنون في زوايا الاقسام ، و الذين كانوا يلوذون بالصمت ، و يسكنهم الخجل لدرجة يعيقهم فيها عن إبداء ذكائهم و حسن إدراكهم للأشياء ، تفجرت فيما بعد إمكانياتهم المضمرة ،لأسباب موضوعية و أخرى ذاتية ، فأصبح البعض منهم قائدا للحركات الاجتماعية و السياسية و آخرون نبغوا في ميادين الإبداع : الشعر ،القصة ،الرواية ،التشكيل ،الموسيقى و المسرح …الخ.
لقد كان هؤلاء الصبية نواة صلبة لرجال صنعوا مستقبلهم المضيء في منطقة من المغرب المهمش ، في ظل فقر مذقع و معاناة و حرمان كبيرين .
كنا نقضي اوقاتنا في اللعب طيلة اليوم ، و في الدراسة بعضه ، و ننام قريري العين ،في انتظار يوم آخر قد يحمل جديدا.
فهؤلاء الذين شكَّلْتُ معهم لوحة طفولتي و صبغتها بألوان قزح البهية ،أقول :
” سلاما أصدقائي سلاما ”

انتهى …/.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading