جمال عتو
_ أأنت الذي كنت تملأ الزقاق القديم شغبا ؟ .
_ نعم سيدي أنا هو ، كأنه الأمس القريب .
_ وكيف انت الآن ؟ وما عملك ؟ .
_ متزوج ولدي ابن وبنت وأعمل مهندس إعلاميات .
_ جيد ابني ، أتذكر أنه لم يكن يلهيك قليلا عن الشغب سوى فسخ قطع الساعات والراديوات وإعادة ترتيبها من جديد .
_ كان ذلك يستهويني كثيرا سيدي .
_ ألم تتذكرني ولدي ؟ أنا صاحب الفرن الذي كان قابعا هناك
_ معذرة شيخي ، لم أتبين ملامح وجهك ، أتذكر الآن كل شيء
_ أنا تذكرتك جيدا ، بخفة ظلك وبريق عينيك .
_ أين تستقر الآن سيدي ؟
_ في دار العجزة ولدي ، وكل مساء أزور هذا المكان .
_ على ما أذكر أنه كان لديك أبناء .
_ نعم ، كبروا كلهم وهاجروا ولم ينفعني منهم أحد .
_ أمر جد مؤسف سيدي ، هلا اعتبرتني ابنا لك .
_ شكرا لك على أريحيتك ، إني مسافر عما قريب .
_ إلى أين شيخي وقد احدودب ظهرك وضعف بصرك وخارت قواك .
_ ماذكرت أنت هي آيات الرحيل.
_ خذ مني بعض المال الآن ، وسأعود إلى الزقاق قريبا .
_ لا يا ولدي ، لن ينفعني ذاك في شيء .
_ من أين أتيت بهذا الشموخ سيدي ؟
_ من هذا الزقاق القديم ( قهقه في خفوث وألم )
_ هل لي أن أراك مرة أخرى ؟
_ ” قل الروح من أمر ربي ” لكن لا أظن انك ستراني ثانية _ _______________
وقد كان .