حوار على ضفاف الزمن .

24 سبتمبر 2022

جمال عتو

_ أأنت الذي كنت تملأ الزقاق القديم شغبا ؟ .
_ نعم سيدي أنا هو ، كأنه الأمس القريب .
_ وكيف انت الآن ؟ وما عملك ؟ .
_ متزوج ولدي ابن وبنت وأعمل مهندس إعلاميات .
_ جيد ابني ، أتذكر أنه لم يكن يلهيك قليلا عن الشغب سوى فسخ قطع الساعات والراديوات وإعادة ترتيبها من جديد .
_ كان ذلك يستهويني كثيرا سيدي .
_ ألم تتذكرني ولدي ؟ أنا صاحب الفرن الذي كان قابعا هناك
_ معذرة شيخي ، لم أتبين ملامح وجهك ، أتذكر الآن كل شيء
_ أنا تذكرتك جيدا ، بخفة ظلك وبريق عينيك .
_ أين تستقر الآن سيدي ؟
_ في دار العجزة ولدي ، وكل مساء أزور هذا المكان .
_ على ما أذكر أنه كان لديك أبناء .
_ نعم ، كبروا كلهم وهاجروا ولم ينفعني منهم أحد .
_ أمر جد مؤسف سيدي ، هلا اعتبرتني ابنا لك .
_ شكرا لك على أريحيتك ، إني مسافر عما قريب .
_ إلى أين شيخي وقد احدودب ظهرك وضعف بصرك وخارت قواك .
_ ماذكرت أنت هي آيات الرحيل.
_ خذ مني بعض المال الآن ، وسأعود إلى الزقاق قريبا .
_ لا يا ولدي ، لن ينفعني ذاك في شيء .
_ من أين أتيت بهذا الشموخ سيدي ؟
_ من هذا الزقاق القديم ( قهقه في خفوث وألم )
_ هل لي أن أراك مرة أخرى ؟
_ ” قل الروح من أمر ربي ” لكن لا أظن انك ستراني ثانية _ _______________
وقد كان .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading