محمد علوى
من الغرائب أن تجد طفلة عمرها حوالي الإحدى عشر سنة على الساعة الواحدة و النصف بعد منتصف الليل بمدخل حي الرياض”السلالين” ، و سرب من الكلاب الضالة يحاصرها من كل الجوانب تريد نهشها و هي تصيح مستغيثة في العثمة ، لولى تواجدي بالمكان عندما كنت راجعا من مناسبة عائلية على دراجتي و كذلك شاب بسيارته عمل جادا على تغطية الطفلة بسيارته من الخلف، و أنا من الجهة المقابلة أصيح و أهش بقفل دراجتي ، إلى أن خرجت من بين تلك الوحوش الضارية
ارتمت المسكينة في حضني ترتعش من شدة الهلع ، فأمسكت بها من يديها و سألتها:
– أَشْ خَرْجَكْ أبَنْتِي فْهَادْ اٌلْوَقْتْ؟
+ غَادِيَ لْدَارْنَا عَنْدْ مَامَا.
-فِينْ كُنْتِ؟
+كُنْتْ فَلْعُرْسْ
مع أنها كانت تلبس فستانا طفوليا أبيض يشبه لباس العرائس.
-مْعَ مَنْ كُنْتِ فَلْعُرْسْ؟
+مْشِيتْ عَنْدْ صَاحَبتِي
_مَامَاكْ مْعَاكْ؟
+لَّا جِيتْ بُوحْدِي
خَاطَبَها اٌلشَّابُّ
يَا اٌلله نْرُدَّوكْ لْعُرْسْ مَا تْخَافِيشْ حْنَا مْعَاكْ.
-لَّا نَمْشِي عَنْدْ مَامَا وَ بَدَأَتْ تُحَاوِلُ اٌلْإنْفلَِاتَ.
تَمَسَّكْنَا بِهَا وَ قَرَّرْنَا اٌلْاتصال بالشرطة خوفا عليها من الذئاب البشرية أو طارئ آخر.
بعد تركيب رقم 19 تم الاتصال:
-ألو السلام عليكم ، مفوضية الشرطة.
كان الرد لبقا :
+ نعم سيدي ماذا هناك؟
– هنا طفلة فريدة بباب السلالين عمرها حوالي إحدى سنة ، في حالة نفسية مضطربة ، كادت كِلَابُ اٌلشَّوارِعِ تفترسها و لا يمكننا تركها ، خوفا عليها مما قد يعترضها من مخاطر.
+ من فضلك ، خدوها إلى المداومة و شكرا على خير عملكم.
تركت دراجتي في المنزل المجاور للحدث و ركبنا سيارة نحن الثلاثة قاصدين المفوضية.
بمدخل المفوضية شرطي شاب ، السلام عليكم سيدي هذه هي الطفلة التي اتصلنا بكم من أجلها ،
تفضلا أدخلا عند المداوم ، دلفنا قاعة بها بعض أناس ، استقبلنا المسؤول بالتحية ، قدمنا له الطفلة مع سرد الوقائع ، أخذ منا أرقام بطاقتينا بعد الاطلاع على هويتنا بالحاسوب شكرنا و الحاضرون على على عملنا وانصرنا بعد أن قمنا بالواجب.
يثير هذا الحادث أسئلة مشروعة لابد من طرحها:
١-ترى لو لم نكن بالمكان ، ماذا يمكن أن يحدث لهذه الطفة البريئة؟
أن خلصت من الكلاب الضالة ربما كانت تقع فريسة الذئاب البشرية.
-أين هي الأسرة أليس لها ذرة إحساس بالمسؤولية ؟!
-أين هو المجلس البلدي المسؤول عن تطهير المدينة من الكلاب الضالة التي اصبحت تشكل خطرا على المواطن ليلا و نهارا بين الدروب و الشوارع؟
وشكرا لرجال الأمن على عملهم الدؤوب لحماية المواطن من كل خطر .
و ختاما:
أيتهاالأمهات أيها الآباءاحرصوا على فلذات اكبادكم.
أيها المسؤولون القائمون على تدبير شؤوننا
رأفة بنا فنحن أهلكم.
حدث ذلك صبيحة يوم الأحد 25\09\2022