ذ : إدريس حيدر
كُنتُ و أنا بعد ،طفل صغير ،أحب انتعال حذاء واحد و معين ، كان قد أهداه لي المرحوم أبي، و كان قد اشتراه من الديار الفرنسية .
كان رطبا ،لينا و مريحا.
مر بعض الوقت ، و كَبُرَتْ أطراف جسمي ، و أصبحت كلما احتذيته ، إلا و أجد صعوبة عند المشي، بحيث أصبح ضيقا . فلم أعد أشعر بنفس الراحة التي كانت تنتابني و أنا أخطو به .
نصحتني المرحومة أمي ، أكثر من مرة ، بضرورة استبدال ذاك الحذاء بآخر أوسع منه .
إلا أنني أمعنتُ في انتعاله ضدا على الواقع و نصائح المرحومة أمي.
كان هذا الحذاء الذي أحببته طويلا قد بدأ يحدث لرجلي جروحا و كدمات كلما مشيت به و لو مسافة صغيرة .
و في إحدى الأيام، و بينما كنت بصدد إدخال رجلي في أحذ الخذائين، عنوة و بالقوة ، أوقفتني المرحومة أمي من الفعل الذي كنت ارتكبه عنادا في حق نفسي ،قائلة :
” أتمنى ان تفهم المغزى و المعنى و الحكمة مما سأقوله لك .
يا بني ،لا يكفي أن تحب شيئا و تعشقه ، و لكن الأهم أن تجد راحتك فيه و معه .”
يوم سعيد .