” آه ،الجوع يا سيدي ” !!! (02)

9 سبتمبر 2022

ذ : إدريس حيدر

” لا تسألني ما آكل ،فقط ، أريد إنقاذ حياتي و حياة أبنائي ”
تأثرت كثيرا لمعاناة الرجل و لما عاينته عليه.
نفحت له بعض النقود و انصرفت إلى حال سبيلي في حالة غير عادة .
بعد هذا الحادث بيومين ، رأيت شابا يقوم بنفس الشيء ، و كان هو الآخر ، مرتابا و خائفا .
تكررت هذه العملية أكثر من مرة من طرف غرباء آخرين .
قصدت صاحب الدكان التجاري الكبير الذي يتواجد بالحي الذي أعتمره ،في محاولة مني لتقصي المعلومات و معرفة حقيقة الأمر.
فأكد لي ،أن حينا هو أول تجمع سكني الذي يُطالع المرء القادم من البوادي المجاورة للمدينة ،و أنه و نظرا للجفاف و قساوته و ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة و انعدام فرص الشغل ، فإن البادية المغربية تعيش ظروفا صعبة ،تصل أحيانا إلى أن بعض الأسر المعوزة يسحقها و يفتك بها الجوع .
رجعت إلى منزلي حزينا و محطم النفس .
مرت بعض الأيام، و في إحدى الليالي و حوالي 10 ليلا ، حملت ازبال منزلي في وعاء ، و اتجت به نحو حاوية قمامة الحي لأفراغه فيه ،فوجدت أحدهم في نفس الوضعية .
همهمت و أحدثت بعض الحركة ، فرفع الغريب رأسه الذي كان مدفونا في حاوية الأزبال، فإذا بها سيدة ،التفتت نحوي و نظرت إلي مذعورة و خاطبتني :
” إن أطفالي يقضون جوعا ”
وصاحت بأعلى صوتها الذي مزق سكون الليل و تردد صداه في كل الحي :
” آه ،الجوع ياسيدي ،الجوع ! الجوع ! ”
و انصرفت إلى جهة غير معلومة .

انتهى…/.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading