ذ : إدريس حيدر
سادت و منذ زمن ليس بالقصير ،ثقافة تكاد تكون نمطية و تفتقد للعقلانية ،مفادها أن الآخر هو : الحاقد ، المقيت ،الخبيث ،المحتال ،النصاب ،الواشي ، الحقود ، الحسود …الخ.
و لعل الأمر يتعلق بمُخَلَّفَات، أحكام قيمة ،ارتبطت بعوامل ذاتية و موضوعية لمجتمع بدوي ،بعيد عن الحضارة و غير متمدرس أو متعلم.
و ترجع أحد أسباب انتعاش هذه الثقافة الموغلة في الكراهية و الموسومة بالجهل ،إلى غياب دور المدرسة العمومية التي تقوم بتنوير المجتمع من حيث : سيادة العقل و سمو الفضيلة ،فضلا عن مؤسسات حاضنة للفعل الثقافي و الفكري .
و من المعلوم أن القيم التي تلقن في محافل المعرفة ،هي تلك القواعد و السلوكيات التي توجه الناشئة و تتيح لها ممارسة سلوك مناسب في بيئتها الاجتماعية ، و تهدف إلى المساعدة في توجيه سلوك البشر منذ سن مبكرة ،مما يؤدي إلى نمو اجتماعي خاص و رفيع .
و هي بهذا المعنى تتعاون من أجل تشكيل مفهوم : المسؤولية ، الالتزام ،التسامح ،الحب ،الاحترام …الخ .
و أما تشجيع و تساهل المجتمع مع مفاهيم مقيتة قوامها : الكراهية و التمييز ، فهي من دون شك ،مقوضة لنهضته و مدمرة لها .
و هي في نفس الآن عنوان لحالة مجتمعية ارتيابية و مقلقة ، مؤادها هو أن : ” الجحيم هو الآخر “.
تشكيل : إدريس حيدر.