إشراقة… الجحيم هو الآخر…

28 أغسطس 2022

ذ : إدريس حيدر

سادت و منذ زمن ليس بالقصير ،ثقافة تكاد تكون نمطية و تفتقد للعقلانية ،مفادها أن الآخر هو : الحاقد ، المقيت ،الخبيث ،المحتال ،النصاب ،الواشي ، الحقود ، الحسود …الخ.
و لعل الأمر يتعلق بمُخَلَّفَات، أحكام قيمة ،ارتبطت بعوامل ذاتية و موضوعية لمجتمع بدوي ،بعيد عن الحضارة و غير متمدرس أو متعلم.
و ترجع أحد أسباب انتعاش هذه الثقافة الموغلة في الكراهية و الموسومة بالجهل ،إلى غياب دور المدرسة العمومية التي تقوم بتنوير المجتمع من حيث : سيادة العقل و سمو الفضيلة ،فضلا عن مؤسسات حاضنة للفعل الثقافي و الفكري .
و من المعلوم أن القيم التي تلقن في محافل المعرفة ،هي تلك القواعد و السلوكيات التي توجه الناشئة و تتيح لها ممارسة سلوك مناسب في بيئتها الاجتماعية ، و تهدف إلى المساعدة في توجيه سلوك البشر منذ سن مبكرة ،مما يؤدي إلى نمو اجتماعي خاص و رفيع .
و هي بهذا المعنى تتعاون من أجل تشكيل مفهوم : المسؤولية ، الالتزام ،التسامح ،الحب ،الاحترام …الخ .
و أما تشجيع و تساهل المجتمع مع مفاهيم مقيتة قوامها : الكراهية و التمييز ، فهي من دون شك ،مقوضة لنهضته و مدمرة لها .
و هي في نفس الآن عنوان لحالة مجتمعية ارتيابية و مقلقة ، مؤادها هو أن : ” الجحيم هو الآخر “.

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading