Deprecated: Automatic conversion of false to array is deprecated in /homepages/4/d885985160/htdocs/ksar.es/wp-content/themes/amnews/includes/fonts.php on line 616

إشراقة… ضحك كالبكاء.

21 أغسطس 2022

ذ : إدريس حيدر

لقد كنت شاهدا في أكثر من مرة ،و بالصدفة ،على مشاهد ،هي أقرب للعبث أكثر من شيء آخر ، و مثيرة لغير قليل من الضحك ، و لكثير من الحسرة ، و لمنسوب مرتفع من الدهشة .
و غالبا ما يكون بطلاها : الإنسان و الحيوان .
فلقد استوقفني ذات يوم ،منظر مؤلم ،ذلك أن حمارا كان يجر عربة تحمل ثقلا كبيرا ، و لم يكن هذا الحيوان المسكين قادرا على جرها ،خاصة و أنه كان يصعد مرتفعا صعبا . فما كان من صاحبه إلا أن اشبعه ضربا مبرحا بواسطة سوط جلدي.
و كان الحمار يعاني من شدة الضرب ، و يطأطأ رأسه ،محاولا الإفلات من ذلك العنف الشرس و الهمجي ، و الذي كان بمثابة ضربات مطرقة تتهاطل عليه الواحدة تلو الأخرى. مما جعل هذا الحيوان الصبور يتوقف بشكل كلي و مطلق.
و انطلق مالكه يخاطبه :
” إنني اعرفك يا ابن الحرام ،انت تعاندني و تمانع في تنفيذ أوامري، و انا اقول لك ،إذا أمعنت في معاكستي و رفض جر العربة ،فإني سأريك النجوم في عز الظهر .”
تدخلت كما فعل غيري من الحاضرين ،من أجل توقفه عن ضربه لأنه لن يستطيع جر العربة نظرا للثقل الكبير الذي تحمله ،أي أن هذا الفعل فوق طاقته.
فأكد للجمهور بصوت مرتفع ،بعد أن ضاق ذرعا من حضورهم:
” إن الحصان يفهم قصده و أنه يرفض بإصرار الامتثال لأوامره ”
بعدها جُنَّ الرجل و التبس عليه الأمر، و لم يعد يميز الحيوان من الإنسان ،فقط لكون حماره توقف عن جر العربة لأن ثقلها كان أكبر من طاقته و قوته .
و فسر فشل الحمار بإرادة معاكسته.
كما أنني، و في إحدى المرات ،دلفت إلى إحدى المقاهي المعروفة بالمراهنات على سباق الخيول .
و كانت إحدى السباقات قد اقتربت من نهايتها ، فإذا بي أسمع أحد الرواد الذي كان يتابع السباق عبر جهاز التلفزة ،يصيح مخاطبا حصانا و كان يسمى ” موريس ” Maurice” :
” أخي ” موريس” ،انت لم تخذلني أبدا، إذن اسرع ، إني أحبك يا أخي، واصل و لا تترك أحدا يسبقك .”
استمر الرجل في هيذانه، و كأن الحصان يسمعه و سيلبي رغبته أو كأنه بالفعل صديق مقرب له بل أخ عزيز – حسب تعبيره – .
إن مثل هذه المشاهد تفيد ،أنه و من أجل تحقيق بعض الأهداف الصغيرة ،فإن بعض الأشخاص يفقدون القدرة على الإدراك و التمييز .
إن حواراتهم مع الحيوانات ،هي مجرد هرطقات ،باطنها الرغبة القوية في تحقيق نتائج قد ترضيهم.
هذه التمظهرات بقدر ما تبعث على الأسى، فهي قد تُضحك ضحكا كالبكاء.

تشكيل : إدريس حيدر

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading