زكرياء شابو :
ابن مدينة القصر الکبير في الأربعينات من عمره لکنه بروح لا تتعدی العشرين،
صدمني هذا الرجل بتطوعه منذ اليوم الأول للحرائق حيث نسي أنه متزوج وٱب لٱطفال، فتجده مرابطا صباح مساء داخل المداشر المنکوبة بإقليم العرائش جراء الحريق، بسيارته من نوع (داسيا) والتي لم يتبق منها سوی الاسم، حيث جاب بها المسالک الوعرة و الطرق الغير معبدة لإيصال الماء و الحليب و المواد الغذائية للضحايا، وشعاره في ذلک ( لا نريد منکم جزاء ولا شکورا).
لقد ذکرني بمقولة ٱحد الکانطيين الجدد إيمانويل ليفينياس ( ٱنا ٱعاني من ٱجل الغير إذن ٱنا موجود). بالإضافة إلی إنقاذه للعديد من الٱرواح قام ولا يزال يقوم بٱعمال خيرية لصالح المقهورين و لا يتبجح بها تجعلک تذرف الدموع ٱمام قلبه و إنسانيته بل تخجل من نفسک.
فهو رجل بٱعمال فاقت مؤسسات کوزارة الٱسرة والتضامن وحق للمدينة ٱن تفخر به کرجل من رجالاتها.