ذ – إدريس حيدر
لقد تم الإعلان أخيرا عن القرار الذي كان منتظرا و مؤجلا فقط ، و هو القاضي بانفصال الجامعة الملكية لكرة القدم عن المدرب البوسني و المدير الفني للمنتخب الوطني السيد ” وحيد خليلوفيش ” و ذلك لتباين الرؤى بينهما ،حسب بلاغها.
و تفيد مصادر عليمة أن الأجواء العامة للمنتخب غير مرضية و مريحة ، و قد انعكس ذلك في تصريحات بعض اللاعبين : سايس ،حكيمي و آخرون ،حول كيفية الإعداد الغير المطمئنة لهذا العرس الكروي العالمي.
و كما يعلم الجميع ، ففضلا عن كون هذه التظاهرة ملتقى رياضيا استثنائيا ،فهي مناسبة عالمية تتقاطع فيها : الرياضة بالاستثمارات الهائلة و بالارباح المالية الفلكية ،علاوة على أنها لحظات تنتصر فيها الجماهير لبلدانها بل و وطنية ،حيث تُعْزَفُ الأناشيد الوطنية ،و تُرْفَعُ أعلام البلدان المشاركة و المتوجة، و هي بهذا المعنى ” أفيون ” آخر للشعوب ، حيث يتم إلهاء الجماهير و خاصة في الدول المتخلفة عن الأوضاع المزرية الاقتصادية و الاجتماعية التي تعاني منها.
و دون نسيان أن هذه المناسبة تحظى بمتابعة ما يزيد عن 40 مليار متفرج ، و بالتالي تصبح كونية و استثنائية.
و بالعودة للقرارالمشترك بين الجامعة الملكية لكرة القدم و المدرب البوسني ،يمكن تسجيل الملاحظات التالية :
1- إن توقيت الاستغناء عن المدرب ،ربما غير سليم خاصة و أن الفترة الفاصلة عن تظاهرة كأس العالم لكرة القدم قريبة جدا و لا تسمح بإعداد فريق وطني قوي و منسجم و قادر على تشريف كرة القدم المغربية .
2- إن من أسباب الافتراق عنه وهو عدم إشراك اللاعب ” زياش ” في المنتخب ، فهل أصبح هذا الأخير ضروريا إلى هذا الحد ،و هل الجامعة بصدد تكريس ممارسات مضرة بالفريق و هي اللاعب / المنقذ ، و اللاعب / الظاهرة ، و خلق أجواء عدم الانضباط و التمييز داخل النخبة الوطنية ، و بالتالي سينعكس هذا التدبير الغير السليم على الفريق بشكل سلبي.
و هل هذا اللاعب سيكون قادرا على إعطاء إضافة نوعية للفريق و المساعدة و المساهمة في تجويده ، علما اننا لازالنا نتذكر خيبة هذا اللاعب و الذي كان سببا في إقصاء الفريق في إحدى الكؤوس الإفريقية .
3- إن بلاغ الجامعة ،أشار إلى كون الانفصال كان بالتراضي ، دون تفصيل في الجزئيات، دون الإشارة إلى الكلفة المالية لهذا الاستغناء ، و دون الإشارة كذلك إلى المبالغ المالية التي ستخصص للمدرب المقبل .
إن الأمر يتعلق بالمال العام ،فلا بد فيه من الشفافية و تمكين المواطن من المعلومة التي هي حق له بمقتضى الدستور و القوانين الجاري بها العمل.
4- و الأهم في قرار الجامعة هو أنه يأتي و المغرب يعيش أوضاعها اقتصادية صعبة و هجوما شرسا على القدرة الشرائية للمواطن ، و جفافا قاسيا …الخ .
فهل كان لابد من هدر المال العام في هذا الظرف بالذات و المراهنة على مدرب آخر في وقت حساس و أن تصرف له مبالغ مالية أخرى فضلا عن تلك التي أخدها المدرب البوسني .
فكفى إذن من هدر المال العام باسم المصلحة الوطنية .ح