ذ : إدريس حيدر :
يبدو أن السيد : “عبد الإله بنكيران ” ، اختار و منذ عودته الأخيرة لحزبه : “العدالة و التنمية ” ،و تحمله منصب أمانته العامة ، أن يخاطب أعضاءه و مناصريه و عموم الشعب من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، محاولا استغلال قوة تأثيرها .
و يعتمد في خطاباته على اسلوبه الشعبوي الذي اعتاده ،و الذي أوصله في يوم من الأيام إلى رئاسة حكومة المغرب .
و يقينا ،أنه يعتقد أنه و بهذه الطريقة سيعيد للحزب وهجه و سيرجع له مكانته التي تبوءها ذات فترة .
إن المتمعن في خطاباته يجدها سطحية و تبسيطية و مليئة بردود الأفعال الانفعالية ، بل و يفتقد صاحبها لمعطيات دقيقة و ذات راهنية ، و بالتالي فهو يَخْلُصُ إلى نتائج و استنتاجات غير صحيحة ،طالما أن المقدمات كانت كذلك ،بمعنى أن تحليلاته أصبحت متجاوزة ،كما صاحبها.
من جهة أخرى فقد فَقَدَ هذا الكائن السياسي ،الذي كان إلى وقت قريب زعيما، قائدا و خطيبا ،كثيرا من مصداقيته ، و جاذبيته ،بعد أن أصبح يتقاضى : 90000 درهما ك” ريع ” شهري ،دون أن يكون قد ساهم بدرهم واحد في هذا ” التقاعد ” ، و كذلك نظرا لتراجعه عن مواقفه بكل بساطة كلما طلبت منه ذلك دوائر القرار السياسي .
كان السيد ” عبد الإله بنكيران ” يفحم الأغلبية اليمينية الهجينة ،صنيعة الدولة ،بمقولة الفاروق ” عمر بن الخطاب ” :
” غرغري أو لا تغرغري ،فلن تذوقي سمنا و لازيتا ،حتى يشبع الفقراء ”
و كان بذلك يحظى بالتعاطف و التأييد من طرف طبقة المحرومين ،المنبوذين و الفقراء.
إلا أنه يبدو أنه فضل أن يذوق : سمنا و عسلا ،في حين أن أغلب الشعب المغربي المقهور ،لازالت امعاءه ” تغرغر ” .