بمناسبة نتائج امتحانات البكالوريا

3 يوليو 2022

ذة : راضية العمري

كلنا نحب النجاح والتفوق’ فهذا أمر طبيعي وغريزي، لكن ان ندخل كاباء وأمهات في سباق محموم مع مفهومي النجاح والفشل فهذا ما يستحق لحظة توقف لمناقشته
فإذا كانت الحياة لا تمشي دائما بوتيرة واحدة او بنفس الوتيرة فان هناك قيما ومعتقدات بخصوص النجاح والفشل على الآباء والأمهات ان يدركوا جيدا ماذا يلقنون بخصوصها لأبنائهم بطرق مباشرة اوغير مباشرة . فبقدر ماهو النجاح مطلوب فعلينا ايضا استيعاب ثقافة الفشل ايضا اذ كثيرا ما تكون من اقوى الحوافز لاقوى انطلاقاتنا في الحياة.
ثم ان الإصرار على إرغام الأبناء على ان يقبلواعلى توجهات وتخصصات معينة في دراستهم رغم عدم استعدادهم العقلي والفكري والنفسي لذلك ، لهو اكبر خطا يرتكب من طرف الاباء والامهات في حق أبنائهم خصوصا ان الكثير من الآباء يعمدون لذلك وكانهم يريدون إثبات جدارتهم ا و صلاحهم او نجاحهم من خلالهم وهو بطبيعة الحال ليس خطا في جميع الاحوال ؛ انما متى يصبح خطا ؟ انه يصبح كذلك في اللحظة التي نقتل فيها شغفهم او تميزهم او عبقريتهم في مجال هم يحبونه ومن الممكن ان يشهد تميزهم وعبقريتهم .
وحتى فيما يخص سوق الشغل فالعالم الآن يعرف ثورة تكنولوجية غير مسبوقة كان من نتائجها ظهور وظائف واعمال غير تقليدية ان صح التعبير منها العمل عن بعد او بعض الوظائف التي لم تكن معروفة من قبل وافرزها عالم التكنولوجيا الحالي.
مناسبة هذه التدوينة ان احد ى الصديقات العاملة بمجال التعليم اخبرتني ان احد ى الأمهات لاحد تلاميذها ارغمت ابنها التوجه لتخصص علمي معين في حين أن الطفل له ميولات فنية رائعة وهي تفعل ذلك فقط لتثبت لطليقها وعائلة طليقها انها تفوقت في دورها كام من خلال مفهومها الخاص عن التفوق.
الحصيلة ان الطفل برغم كل محاولتها إحاطته بمجموعة من المدرسين الخصوصيين في اطار الساعات الإضافية وغيره ، اصيب باكتئاب حاد وخطيرنتيجة الضغط عليه ورفضه لذلك الاختيار المجبر عليه من طرف والدته منعه حتى من اجتياز امتحان البكالوريا للاسف .
الحكاية مؤلمة حقا وتحمل رسائل ودلالات قوية عن مفهوم النجاح الضيق الذي يمتلكه بعض أولياء الأمور وعن انانية البعض منهم حين يرغمون الآبناء على التخلي عن شغفهم الحقيقي في الحياة .
النجاح مفهوم واسع وطرقه عديدة وأولادنا اثمن من ان نزج بهم في أتون حساباتنا الشخصية مع الحياة
فلندعهم يختارون بعد ان نغرس فيهم القيم الازمة لحسن الاختيار
فدورنا ليس اكثر من ان نمنحهم أجنحة قوية يحلقون بها نحو الوجهات الصحيحة .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading