إشراقة . نبل الفقير .

4 يوليو 2022

الأستاذ : إدريس حيدر

رن هاتف ” عبد السلام ” ،ذاك الفتى الجبلي الفقير و العاطل عن العمل ، و الذي لا يملك قوت يومه.
انتبه إلى هاتفه ،فإذا الأمر يتعلق برسالة إلكترونية ، بُعِثَت له من أحد معارفه المقيم بالعاصمة.
كان مضمون تلك الرسالة ،طلب هذا الأخير من ” عبد السلام ” أن يعبئ له هاتفه بمائة درهم .
كان المرسل ابن دواره و شخصية عامة ،يراه ” عبد السلام ” بين الفينة و الأخرى في أجهزة الإعلام يدلي بتصريحات على هامش الندوات التي كان يشارك فيها أو يؤطرها.
شعر الفتى القروي بأهمية الطلب و في نفس الوقت بنشوة كبيرة ، ذلك أن ” محمدا” ذي الموقع الاعتباري المهم ،فضله على غيره و طلب منه تعبئة هاتفه بمائة درهم .
تحرك في كل أرجاء قريته من أجل توفير المبلغ المذكور ،إلا أنه لم يفلح ، فانتقل إلى دوار أخواله المجاور ،مشيا على الأقدام، بُغْيَةَ تحقيق نفس الهدف ، و تمكن من جمع 30 درهما فقط .
اتصل بابن دواره ” محمد ” معتذرا ، لكونه فشل في توفير مائة درهم المطلوبة .
استغرب هذا الأخير من مضمون مكالمته ولم يستوعب شيئا منها ، لكنه اهتدى أخيرا إلى كون المسكين ” عبد السلام ” سقط في فخ نصاب اخترق حسابه .
حاول ” محمد ” إفهام القروي البسيط ” عبد السلام ” بالفخ الذي نُصِب له ،إلا أنه كان يردد بانفعال و عدم فهم :
” لكن طلبك سيدي ” محمد ” مكتوب على ” الميسينجر ” ”
كرر هذه الجملة أكثر من مرة ،إلى أن انقطعت المكالمة ، لكونه كان قد عبئ هاتفه ب 10 دراهم ،ليتمكن من إبلاغ ” محمد ” ابن دواره الذي يحترمه ،حسرته و أسفه لعدم تمكنه من تلبية طلبه ، القاضي بتعبئة هاتفه بمائة درهم .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading