الأستاذ : إدريس حيدر
رن هاتف ” عبد السلام ” ،ذاك الفتى الجبلي الفقير و العاطل عن العمل ، و الذي لا يملك قوت يومه.
انتبه إلى هاتفه ،فإذا الأمر يتعلق برسالة إلكترونية ، بُعِثَت له من أحد معارفه المقيم بالعاصمة.
كان مضمون تلك الرسالة ،طلب هذا الأخير من ” عبد السلام ” أن يعبئ له هاتفه بمائة درهم .
كان المرسل ابن دواره و شخصية عامة ،يراه ” عبد السلام ” بين الفينة و الأخرى في أجهزة الإعلام يدلي بتصريحات على هامش الندوات التي كان يشارك فيها أو يؤطرها.
شعر الفتى القروي بأهمية الطلب و في نفس الوقت بنشوة كبيرة ، ذلك أن ” محمدا” ذي الموقع الاعتباري المهم ،فضله على غيره و طلب منه تعبئة هاتفه بمائة درهم .
تحرك في كل أرجاء قريته من أجل توفير المبلغ المذكور ،إلا أنه لم يفلح ، فانتقل إلى دوار أخواله المجاور ،مشيا على الأقدام، بُغْيَةَ تحقيق نفس الهدف ، و تمكن من جمع 30 درهما فقط .
اتصل بابن دواره ” محمد ” معتذرا ، لكونه فشل في توفير مائة درهم المطلوبة .
استغرب هذا الأخير من مضمون مكالمته ولم يستوعب شيئا منها ، لكنه اهتدى أخيرا إلى كون المسكين ” عبد السلام ” سقط في فخ نصاب اخترق حسابه .
حاول ” محمد ” إفهام القروي البسيط ” عبد السلام ” بالفخ الذي نُصِب له ،إلا أنه كان يردد بانفعال و عدم فهم :
” لكن طلبك سيدي ” محمد ” مكتوب على ” الميسينجر ” ”
كرر هذه الجملة أكثر من مرة ،إلى أن انقطعت المكالمة ، لكونه كان قد عبئ هاتفه ب 10 دراهم ،ليتمكن من إبلاغ ” محمد ” ابن دواره الذي يحترمه ،حسرته و أسفه لعدم تمكنه من تلبية طلبه ، القاضي بتعبئة هاتفه بمائة درهم .