سعد احميحم :
انطلق النشاط المنظم من طرف المجلس البلدي لمدينة القصر الكبير باجتماع موجز في مقر بلدية القصر الكبير رحب فيه رئيس المجلس البلدي بالفعاليات المشاركة و بالضيوف الممثلين عن المديرية الجهوية للتراث بطنجة و تم اخبار الحاضرين بمسار الجولة الذي شمل كل من زيارة : دار الدباغة – الدراز الكبير –ورشات الفخارين – قاعة العلم– دار بنجلون .
توجهت الفعاليات المشاركة بداية إلى دار الدباغة وهي ورشة الدباغة العتيقة الموجودة في المدينة حيث يعود تاريخها إلى عهد المرينيين وعرفت منتوجاتها رواجا كبير في المغرب وصدرت إلى بلدان أجنبية ، وقف الوفد على مراحل تدبيغ الجلود وإنتاجها و استفاد من شروحات الحرفيين و الأساتذة الذين قدموا الإطار التاريخي للمعلمة . و كان الدراز الكبير هو الوجهة التالية وهي معلمة مخصوصة لمهنة الدرازة وتوجد في قلب حي القطانين بالمدينة العتيقة و بنيت حسب الروايات بتوجيه من العلامة أبي المحاسن الفاسي القصري في العصر السعدي و احتضنت ممارسي هذه المهنة لقرون قبل أن تتعرض للإهمال و يتم ترميمها بتمويل من حكومة الأندلس الإسبانية .
كانت المرحلة الموالية في الجولة هي الوقوف على عمل أوراش الفخارين بضاحية المدينة حيث تعد هذه الحرفة من الحرف التي تتميز بها مدينة القصر الكبير حيث اضطلع الوفد على مراحل صناعة و إنتاج مجموعة من المواد الخزفية منذ مرحلة وصولها على شكل مادة خام و نهاية بوضعها في الأفران و اكتمال إنتاجها .
تعد ” قاعة العلم ” من أهم المعالم الكولنيالية التي بنيت في مرحلة الاحتلال الإسباني و احتضنت هذه القاعة المزينة و المبينة على الطراز الأندلسي المغربي أيات من النقش و الزخرفة على الخشب و الجبص في جميع قاعاتها وسقوفها مما جعلها مكانا مناسبا لإحتضان أهم الاجتماعات التي كانت تقوم بها قيادة الأركان الاسبانية مع نظيرتها الفرنسية، وبعد الاستقلال احتضنت مقر تفتيشية وزارة التربية الوطنية لكنها أهملت بعد ذلك وتعرضت أجزاء منها للتلاشي و التخريب ، قامت الفعاليات المدنية في نهاية جولتها بزيارة لهذه المعلمة و الوقوف على حالتها المؤسفة حيث تم اطلاع وفد وزارة الثقافة على ما ألت إليه أحوالها .
أخر محطات هذا اليوم كانت زيارة دار بن جلون حيث قدم رئيس المجلس البلدي عرضا حول أفق تعزيز تنمية التراث بالمدينة ووضع تراث المدينة في المكانة التي يستحقها جهويا ووطنيا واخراجه من واقع التهميش و النسيان الذي يعرفه أما منسق الجامعة للجميع بالقصر الكبير فقد ركز في كلمته على المشاريع التي تعتزم الجامعة للجميع على اطلاقها بشراكة مع كل المؤسسات والهيئات وخصوصا ضرورة وضع مسار سياحي يشمل المدينة وضواحيها و يكون جزءا من المسارات السياحية الوطنية وذلك باستثمار الشراكة المثمرة التي حققتها الجامعة والمجلس مع بلدية لاغوس و البرتغال .