بقلم: ربيع الطاهري .
إن الأصل في دورات المجلس عمومية طبقا لاحكام القانون التنظيمي 113.14 المادة 48 ،مع بعض الاستثناءات الواردة في نفس المادة يحكمها سلطة الرئيس و تقديرات المجلس ودون مناقشة بتصويت ثلث أعضائه ،و حفاظا على النظام العام جاز للعامل أو من يمثله عقد الدورة غير مفتوحة للعموم ، وإنسجما مع قرارات السلطات المحلية و الإقليمية بإجراء دورات المجلس العادية و الاستثنائية مغلقة في وجه العموم ، أتفهم لهذه الإجراء لأننا ما زلنا في حالة الطوارئ الصحية وطنيا جراء جارحة كورونا ،إلا أنه ومن غير المفهوم والمبرر هو عدم نقل دورات المجلس الجماعي سواء العادية منها أو الإستثنائية عبر تقنية اللايف Live في موقع وصفحة الجماعة على حسابها ب Facebook ،وهي التي تتوفر على مصلحة قائمة الذات ضمن الهيكلة التنظيمية للجماعة تسمى “مصلحة شؤون المجلس و التواصل و المعلوميات” ،دون فعالية في هذا الصدد.
ومؤسف أن نرى هذا التناقض في خطاب الرئيس الذي ما فتىء يغني و يتغنى سواء في ولايته السابقة أو الحالية بإعمال الشفافية و الحكامة و التواصل ،ووصف من طرف زمرته من المطبلين “برجل التواصل “… من هنا أوجه إلى الرئيس هذه التساؤلات باعتباري مهتم بالشأن المحلي ،و من خلال هذا المقال ،لماذا لا يتم نقل دورات المجلس عبر صفحة وموقع الجماعة الترابية للقصر الكبير ؟!!!، وهل هناك تخوف من فضح المستوى الحقيقي لمستشاري الأغلبية في تناولهم لنقاط جدول أعمال الدورات ؟!!، أو أنك تخاف من نقل زلاتك في دورات المجلس عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتصبح موضوع السخرية دون توقف؟!!!،أم أنكم منسجمون أغلبية و معارضة داخل لعبة سياسية تحكمها الجدران المغلقة ؟!!!.
أظنني أتأسف لمستوى ذكاء الرئيس ،ويمكن القول غباءه في سوء استغلال تقنية اللايف live عبر آليات موقع الجماعةوصفحتها بالفيسبوك لنقل حقيقة مستوى المعارضة ونقاشاتها في دورات المجلس العادية و الاستثنائية ، و القطع مع تلك التسريبات المبثورة هنا وهناك و التي تسوق لنا أننا أمام معارضة من قيمة الأسود و أغلبية كالضباع و قائدها بدون بوصلة ضابط إيقاع ،هذا يعكس مستوى المدبر للشأن المحلي.
إنني و أنا أطرح هذا الموضوع من خلال مقالي لفتح نقاش عمومي جاد ومسؤول، و أمام تحديات التقنيات الحديثة وسوء استغلالها إلا في التشهير و النيل من الخصوم السياسيين، و تسويق الزيف و الوهم و الأحلام الوردية ودغدغة مشاعر ساكنة القصر الكبير ،و المتاجرة بهمومهم ومطالبهم .فمن خلال البث المباشر عبر تقنية اللايف أيها الرئيس سيتمكن المتتبع من الوقوف على حقيقة مستوى مجلسكم الموقر أغلبية /معارضة و فعاليات المنتخبين المؤتمنين على صوت المواطن ،و القطع مع الظواهر الصوتية بقبة مجلسكم، و التي لا ترقى لقيمة المدينة بأطرها و تاريخها .
كنت اعتقد أن المجلس بأغلبيته التي يتشكل منها جزء من الشباب منفتح وواعي لي أصدقاء ضمنهم ،أنهم سيكون لهم بصمة في تغيير عقلية المدبر وفكره الكلاسيكي الصدامي،و أننا سنشهد مجلس ليس “بالفيتيتي” بزلاته كما كان في ولايته السابقة ،و أن الرئيس أصبح أكثر نضجا و ثقة في مستواه التدبيري و السياسي بعد النتيجة التي جاءت بها صناديق الاقتراع الأخيرة، و تغول حزبه إقليميا و جهويا ووطنيا ،و أنه يستطيع بذكائه و حنكته السياسية كما تسوق زمراته من المطبلين له قادرا على حسن ترويض التقنيات الحديثة لصالحه، تواصلا و تسويقا لمنجزاته الدونكيشوطية ، التي لا تظهر إلا في مخيلته ،و فضح حقيقة المعارضة و كذا أصحاب النظارات السوداء و العدميين و أعداء نجاحه إن وجد .
إن إبراز و إظهار الدور التداولي لمستشارينا ومستشاراتنا أغلبية و معارضة هو امتحان حقيقي انطلاقا من دورات المجلس سواء العادية أو الإستثنائية والتي تعكس مدى انسجام الأغلبية وقوة المعارضة .عبر كل الوسائل المتاحة و التقنيات الحديثة Live الفيسبوكي لدوارات المجلس و ما يدور داخل قبته .
إلا أنه للأسف تظل دورات مجلسكم أيها الرئيس غير قادرة للوصول إلى العموم و تمارسون التعتيم ،وهذا ضعف وسوء تدبير للفرص و التقنيات من طرفكم ،إما لعدم ثقتك في مكوناتك ومستوى تحالفك، أو وخوفك من بزوغ نجم معارض شرس أصبح يطل بين الفينة و الأخرى من نافدة الدورات بشكل شخصي في نقل بعض لقطات الدورات، يستأسد عليكم بمنطق النقاش الجاد و المسؤول ،وصعوبة الرد و التفاعل ويخرس لسانكم …