Deprecated: Automatic conversion of false to array is deprecated in /homepages/4/d885985160/htdocs/ksar.es/wp-content/themes/amnews/includes/fonts.php on line 616

الطفل الذي كنته حكايتي مع قطار العرائش.. ذ. محمد الحجوي

2 مايو 2022

الطفل الذي كنته ” سلسلة رمضانية” تعدها الإعلامية أمينة بنونة .
ترصد السلسلة من خلال ضيوفها – كتابا وكاتبات أدباء وفاعلين في الحقل الثقافي – تجارب خاصة بمرحلة الطفولة والتي عادة ما تشكل بوادر توجهاتنا ومساراتنا المستقبلية
************************

وهذه قصة تعمدت أن أكون أنا بطلها يمكن أن اسميها …حكايتي مع قطار العرائش..كان ذلك في أواخر الخمسينات وربما في اخر رحلة لهذا القطار البخاري الذي كان يربط مدينة العرائش بمدينة القصر الكبير ..كنا أطفالا نبحث عن كل ما يشبع رغبتنا في التعرف والمغامرات واكتشاف المجهول وتلك هي طبيعة الإنسان منذ نعومة أظافره..كان هذا القطار ينطلق من محطته الاولى مولاي المهدي وسط المدينة حتى يتوقف في مدينة العرائش بعد أن يكون قد مر من المحطة الكبرى دار الدخان ثم بمحطة المريصا.. قاطعا مسافة حوالي 35كيلومتر في ظرف 3ساعات أو أكثر.. وتتكون قاطراته من الدرجة الرابعة … والدرجة الثانية حسب علمي ويكون مكتظا خصوصا يوم الأحد بسب السوق الاسبوعي بالقصر الكبير حيث يركبه في الغالب سكان البوادي المحيطة بالمدينتين قصد التسوق .. كانت سرعته بطيئة جدا.. مزمجرا راميا السماء بدخان قاطرته البخارية وخاصة عند الانطلاق وقبيل الوصول إلى إحدى المحطات التي يقف بها..دفعني الفضول (..التشايطين ) إلى ركوب هذا القطار صحبة أحد اصحابي الذي حبب لي فكرة ركوبه بشرط أن ننزل في المحطة الموالية أي محطة دار الدخان..نزل صاحبي ولم تنزل أنا اعجبني الحال اي ركوب القطار وجلست بجانبي أحد الركاب على أساس أنني ولده .. وقف القطار في المحطة الثالثة ولم انزل ثم الرابعة ثم الخامسة فقد اعجبني ركوب القطار .. حتى إلى المحطة الأخيرة محطة العرائش وسط المدينة أو في مدخلها لاتزال معالم هذه المحطة بارزة للعيان حتى وقتنا الراهن.. كان الزمن شهر رمضان وقت وصول القطار ولم يتبقى للاذان. الا بضع دقائق .. بدأت أتساءل أين أنا وكيف وصلت إلى هده المدينة وانا لم اعرف أحدا فيها ياربي ماذا سافعل وانا امشي في طريقي حتى وصلت إلى ساحة اسبانيا سابقا وجلست بعتبة منزل إلى حد الآن لازلت ازوره كلما زرت العرائش وإذا بحافلة تقف امامي كنت اعرف سائقها أنه المرحوم امزيان ..فقصدته مبتهجا وأخبرته بقصتي مع القطار وطلب من مساعده أن يجلسني بجانبه واعطاني خبزا وتمرا.. وعدت إلى مدينتي بعد اذان العشاء بوقت طويل .. وشكرت (ب) امزيان وذهبت إلى منزلنا بالمطيمار فوجدت (الدنيا مقلوبة عليا)..وتلك قصة أخرى.. تساؤلات واستفسارات وربما الشتم أيضا.. لم أعد اتذكر عتابهم ولكن تذكرت متعة ركوب القطار..
.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading