” عمي علي ” (06) *

15 أبريل 2022

ذ . إدريس حيدر

مر بعض الزمان على وفاته ،و اعتاد سكان القرية على قضاء لياليهم من دون الاستمتاع بالموسيقى ، و عند مسامراتهم ،كانوا يتذكرون ” عمي علي ” و موسيقاه بحسرة كبيرة .
و في إحدى الليالي الربيعية ،علا صوت الموسيقى ثانية ،من أعالي الجبل و تردد صداه في كل الأرجاء.
كانت شبيهة بتلك التي كان يعزفها الكائن الغريب و من بعده ” عمي علي ” و كانت هي الأخرى رائعة و شجية .
احتار سكان القرية في الأمر، و تساءلوا : من يكون العازف هذه المرة ؟
لكنهم استطابوا تلك الوضعية و استمتعوا بتلك الأنغام الممتعة .
كان صدى الموسيقى يقترب الدوار، و كأن العازف يتجه قدما نحوه ،قادما من أعلى الجبل .
تحلق الناس في مقدمة القرية من أجل اكتشاف العازف الذي يقترب .
بدا شبح صغير وسط الظلام ، و كان يتحرك ، و كلما دنا إلا و ارتفع صوت الموسيقى و تردد صداه في سكون الليل.
و حين اقترب ،تفاجأ كل المنتظرين و المترقبين ، عند اكتشاف العازف الجديد .
كان طفلا/ ماعزا ،يشبه الكائن الغريب ،فيما حركاته ،تذكر ب” خدوج السحارة ” .
كان جديا في مشيته ،معتزا بنفسه .
مرَّ أمام الجميع و لم يهتم بأحد ،طاف بدروب القرية ، التف الناس حوله و انطلقت الاحتفالات التي كانت تُقامُ مرة في السنة .
ظل الطفل / الماعز طيلة السهرة يُشنف اسماع سكان القرية بموسيقاه الجميلة ،فيما هم قضووا ليلتهم يرقصون و يغنون ، و عند مطلع الشمس رجع إلى الجبل.
عادت ساكنة القرية ثانية إلى الاستمتاع بروعة الأنغام ،التي أصبح يعزفها الضيف الجديد : الطفل / الماعز .

انتهى.

* هذه الأقصوصة مستوحاة من الموروث الشعبي
و من الحكاية الشفوية لمنطقة ” جبالة ” خاصة ،
و المتعلق ب ” باجلود ”
أو ” بوجلود” .

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading