محمد علوى:
لنكن متفاعلين مع تراثنا
☆ ☆
من المفروض أن نعيش متفاعلين لا نمطيين مع تاريخنا و تراثنا بصنفيه المادي واللامادي ، وأن نجعل منه وسيلة للتغيير بتكييفه مع والتحولات المتسارعة ، التي يعيشها المجتمع على مستوى الأ رض والإنسان ، نتيجة التطور العمراني والبنى التحتية ، و التغيرات البيئية و المناخية.
لتحقيق التغيير و تكييفه يقتضي تنويع شراكات محلية منفتحة ، لا تقتصر على المؤسسات الرسمية ، بل تطال المستقلة منها و المجتمع المدني الفاعل المهتم بقضايا التنمية خصوصا المجال الثقافي ، لأن استحضار الإستراتيجية الثقافية عنصر لا يمكن تجاوزه ، باعتباره دعامة حيوية للتنمية ، إذ لا يمكن تصور مؤسسة تسهم في إنجاح أي مشروع التنموي ، بمعزل عن المشروع الثقافي ، الذي أصبح استحضاره ضمن المشاريع المجتمعية المتكاملة ، كفعل مؤطر و مدعم ، وليس مجرد إضافة جانبية .
ليتأتى التكامل في هذا التغيير ، لا بد من خلق دينامية جديدة في بالتحسيس بالتراث الثقافي المحلي على المستوى الأفقي ، لخلق تحول إيجابي في عقلية المجتمع ، تجعله يتملك تراثه ويتمسك به و يترافع عنه ، و يقتنع أن هذا التراث هو رأس ماله الثمين ، يساهم بقوة في تنمية مجاله الترابي و البشري.
و لإحداث التغيير المناسب بشكل عملي و ميداني ، لابد من مشاريع هادفة مدروسة مبنية على استراتيجية واقعية ، تخص الموروث الثقافي باعتماد المقاربة التشاركية الحقيقية ، على غرار البادرة الهامة السابقة قام بها فريق العمل المحلي سنة 2011 ضم جمعيات مهتمة و باحثين من القصر الكبير ، تحت إشراف الدكتور إدريس العسري ، كمنسق عن جمعية مدينتي ، وبتأطير من الأستاذ العربي المصباحي عن مندوبية الثقافة ، وجمعية المبادرة بالعرائش ، ومؤسسة-سيريم- الاسبانية ، إذ تم صياغة مخطط استراتيجي (2011-2013 ) شمل مشاريع متنوعة متكاملة، اهتمت بالتحسيس ، والتعريف بالتراث الثقافي في الوسط التلاميذي ، و أخرى بصيانة المآثر التاريخية و تثمينها و معارض لصور المآثر التاريخية، من بينها ما نفذته جمعية مدينتي على أرض الواقع من خلال مشروع تأهيل دار الدباغة ، و الترافع على صيانة ضريح مولاي علي بوغالب ، و حماية السور الموحدي من طرف المبادرة المواطنة بالمدينة.
إن الاهتمام بالتراث الثقافي و تثمينه ، مسؤولية الجميع ، و على المسؤولين التعامل معه بانفتاح رصين حتى يكون قاطرة للتنمية بمدينتنا و محرك مهم في إدارة عجلتها ، مع الابتعاد عن كل مظاهر التنميط و التبضيع و اعتباره هويتنا و تاريخنا.