ذ : إدريس حيدر
هل كان لا بد من حدث دراماتيكي بحجم سقوط الطفل ” ريان ” ، في جب سحيق و عميق ، لتطفو على السطح و تتدفق مشاعر إنسانية رفيعة عبر ارجاء العالم قوامها : التضامن ، التلاحم ،الاتحاد ،نبذ الصغائر …الخ .؟
و ضعه المؤلم و الصعب ،الذي دام خمسة أيام، حجب الحدود بين الدول و أذاب الأنانيات و المصالح الشخصية و ميز تلك اللحظات نور و بهاء القيم الفضلى التي غالبا ما تسقط و تخر في خضم إكراهات الحياة .
هل نحتاج لهذه اللحظات المؤلمة لإستكشاف جمال الروح لدى الإنسان و شموخه ؟
إن ” يوسف ” هذه اللحظة الحرجة لم يمت، بل أيقظ المشاعر النبيلة لدى الإنسان ، تلك المُقْبَرَة و المُضْمَرَة بفعل الدنايا و الصغائر و المصالح الشخصية الضيقة و رَفَع َستار الحياة على بهاء الروح .
و بالرغم من ذهول و حزن البشر على مصيره فهو و فِي صمته الأبدي يحيي كل الفضلاء.