ضياع (03)

21 يناير 2022

ذ : إدريس حيدر

و بعد استنطاق أبيه ،أكد أنه تزوج بزوجته ” المنتحرة ” و كان تحت حضانتها الطفل ” أحمد” .و أنه و بعد مرور بعض الوقت و بالضبط قبل انتحارها، اعترفت له بأنها خطفته في ظروف غامضة ، و أضاف أنه لا ذنب له و أنه يعتبر الطفل ” أحمد” ابنه و تمسك به بقوة ممانعا في تسليمه إلى أسرته الجديدة.
إلا أن رغبته أُحْبِطَت و تم تسليم ” سامي ” إلى والديه البيولوجيين اللذين فقداه و بكياه بحرقة .
تم الاهتمام به كثيرا من طرف أبويه، الذين كانا يرغبان في تعويضه عن الحرمان الذي عاشه بسبب غيابهما عنه ،إلا أن ذلك كان على حساب باقي الأبناء و انعكس سلبا على ابنهما البكر ” نبيل ” و ابنتهما ،” ندى ” حيث بدءا يشعران بالإهمال . و هذا ما دفع ” نبيل ” إلى ارتكابه أفعالا مشينة بغية إيقافه من طرف الشرطة لإثارة انتباه والديه من أجل رعايته و العطف عليه.
و بعد ذلك أرادت ذة . “ما جدولين ” التكفير عن أخطائها السابقة فبالغت في دلاله على حساب إخوته و مهنتها . و بالرغم من ذلك ،كان ابنها “سامي ” يعاني غربة كبيرة و غير مفهومة ، و لا يطيب له المقام مع أبويه الحقيقيين .
أصبح مشاغبا و متمردا و يخلق اوضاعا متوترة في المنزل.
و قام بمحاولات متكررة للفرار منه و الالتحاق بأبيه الذي رباه ،إلا أن هذا الأخير كان يرجعه إلى منزل أبويه الحقيقيين باكيا.
و في إحدى الأيام و بعد أن كثرت التوترات و الأوضاع المزعجة التي أصبحت تعيشها الأسرة، طلبت ذة ” ماجدولين ” من ابنها ” سامي ” أن يصارحها بما يمور و يروج في ذهنه و عن رغباته التي لم يفصح عنها.
أكد لها أنه لا يرغب في العيش معها و مع أبيه السيد ” ياسر ” و إخوته و أنه يفضل البقاء مع أبيه الذي تكفل به ، و أن حتى أمه التي خطفته كانت مريضة نفسيا و أن ما قامت به لم تكن تدركه و ذلك نظرا لحالتها المزرية.
بكت ذة .” ماجدولين ” حالتها و المصير الذي ينتظر ابنها ، و بما أنها تحبه و تريده سعيدا ،استسلمت و لبت مضطرة رغبته.
فاتحت زوجها ” ياسر ” في الأمر، فرفض و مانع في البداية ،إلا أنه اقتنع أخيرا .
رُحِّلَ الطفل ” سامي ” إلى عائلته التي ربته و بالضبط إلى العيش في كنف أبيه المتكفل به ، فيما ذة . ” ماجدولين ” ظلت تتامل الخسائر التي لحقتها و أسرتها من جراء الإفراط في الاهتمام بعملها ،نجوميتها و تألقها داخل المجتمع على حساب تربيتها لأبنائها و رعايتهم و الاهتمام بهم.

انتهى/…

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading