ذ : إدريس حيدر
و بعد استنطاق أبيه ،أكد أنه تزوج بزوجته ” المنتحرة ” و كان تحت حضانتها الطفل ” أحمد” .و أنه و بعد مرور بعض الوقت و بالضبط قبل انتحارها، اعترفت له بأنها خطفته في ظروف غامضة ، و أضاف أنه لا ذنب له و أنه يعتبر الطفل ” أحمد” ابنه و تمسك به بقوة ممانعا في تسليمه إلى أسرته الجديدة.
إلا أن رغبته أُحْبِطَت و تم تسليم ” سامي ” إلى والديه البيولوجيين اللذين فقداه و بكياه بحرقة .
تم الاهتمام به كثيرا من طرف أبويه، الذين كانا يرغبان في تعويضه عن الحرمان الذي عاشه بسبب غيابهما عنه ،إلا أن ذلك كان على حساب باقي الأبناء و انعكس سلبا على ابنهما البكر ” نبيل ” و ابنتهما ،” ندى ” حيث بدءا يشعران بالإهمال . و هذا ما دفع ” نبيل ” إلى ارتكابه أفعالا مشينة بغية إيقافه من طرف الشرطة لإثارة انتباه والديه من أجل رعايته و العطف عليه.
و بعد ذلك أرادت ذة . “ما جدولين ” التكفير عن أخطائها السابقة فبالغت في دلاله على حساب إخوته و مهنتها . و بالرغم من ذلك ،كان ابنها “سامي ” يعاني غربة كبيرة و غير مفهومة ، و لا يطيب له المقام مع أبويه الحقيقيين .
أصبح مشاغبا و متمردا و يخلق اوضاعا متوترة في المنزل.
و قام بمحاولات متكررة للفرار منه و الالتحاق بأبيه الذي رباه ،إلا أن هذا الأخير كان يرجعه إلى منزل أبويه الحقيقيين باكيا.
و في إحدى الأيام و بعد أن كثرت التوترات و الأوضاع المزعجة التي أصبحت تعيشها الأسرة، طلبت ذة ” ماجدولين ” من ابنها ” سامي ” أن يصارحها بما يمور و يروج في ذهنه و عن رغباته التي لم يفصح عنها.
أكد لها أنه لا يرغب في العيش معها و مع أبيه السيد ” ياسر ” و إخوته و أنه يفضل البقاء مع أبيه الذي تكفل به ، و أن حتى أمه التي خطفته كانت مريضة نفسيا و أن ما قامت به لم تكن تدركه و ذلك نظرا لحالتها المزرية.
بكت ذة .” ماجدولين ” حالتها و المصير الذي ينتظر ابنها ، و بما أنها تحبه و تريده سعيدا ،استسلمت و لبت مضطرة رغبته.
فاتحت زوجها ” ياسر ” في الأمر، فرفض و مانع في البداية ،إلا أنه اقتنع أخيرا .
رُحِّلَ الطفل ” سامي ” إلى عائلته التي ربته و بالضبط إلى العيش في كنف أبيه المتكفل به ، فيما ذة . ” ماجدولين ” ظلت تتامل الخسائر التي لحقتها و أسرتها من جراء الإفراط في الاهتمام بعملها ،نجوميتها و تألقها داخل المجتمع على حساب تربيتها لأبنائها و رعايتهم و الاهتمام بهم.
انتهى/…