” الصدمات “

21 يناير 2022

بقلم: عبد القادر أحمد بن قدور
قصة واقعية حصلت للمناضل والوطني الغيور والصامد من أجل الوحدة المغربية والعربية والإسلامية، وتحقيق الحقوق لأصحابه وتحرير فلسطين السليبة والتقدم الملموس لبلدنا الثواق للتغيير والإصلاحات المتتالية… الخ..
بقلم: عبد القادر أحمد بن قدور
الوطني الغيور والحقوقي والأديب…
مقدمة لابد منها… لهاته القصة الواقعية والمؤلمة بالعذابات المبرحة… .
إذ رغم أن المرض يجعل الناس أكثر شفافية، وأقرب إلى الصدق، إلا أن الخراب الذي يثوي في قلوب الكثيرين لا يمكن أن يزول بسهولة.. لأننا حين نتأمل هذا الجسد نزداد قناعة أن الحياة تعني الكثير، وهي شديدة القوة والتناسق والجمال، وأن ما وهبناه، وربما بالصدفة، يجب أن نحرص عليه وأن نحترمه حتى اللحظة الأخيرة، وإلا كيف نفسر قدرة الإنسان على تحمل الصعوبات وتحدي الأخطار، وقدرته على النهوض من جديد بعد كل سقوط…؟
ولابد من ذكر بيأس – سيبقى السجن يا صاحبي وسيبقى السجان، مادام هناك ظلم واستغلال…
لا أريد أن أستعمل كلمات كبيرة أو خاطئة، ولكن قناعتي أننا نحن الذين خلقنا الجلادين، ونحن الذين سمحنا باستمرار السجون. لقد فعلنا ذلك من خلال استسلامنا لمجموعة من الأوهام والأصنام، ثم لما أصبحنا الضحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة، لكن لا حاجة لأن نجلد أنفسنا مرة أخرى، يكفي ما تلقيناه من عذاب. قد نندم لأننا لم نفعل شيئا، ليس فقط لئلا ندخل السجن، وإنما لأننا لم نفعل ما يجب علينا لكي لا يكون السجن أصلا… وقلت مع نفسي، سيبقى السجن، وسيبقى السجان، مادام هناك ظلم واستغلال…
وأشعر كذلك أنني أحمل السجن معي أينما ذهبت، ويظهر لي أنني لن أستطيع التخلي عنه أبدا، وهذا أخطر ما في المشكلة، لقد أصبح السجن، بالنسبة لي، حالة لا تغادرني، تماما كالعلامة الفارقة! لأننا نحن عباقرة في توهم الأحزان ثم في الاستسلام لها…
ولكن قناعتي أننا نحن الذين خلقنا الجلادين، ونحن الذين سمحنا باستمرار السجون، لقد فعلنا ذلك من خلال تساهلنا وتنازلنا عن حقوقنا، ومن خلال استسلامنا لمجموعة من الأوهام والأصنام، ثم لما أصبحنا الضحايا لم نعد نعرف كيف نتعامل مع هذه الحالة، لكن لا حاجة لأن نجلد أنفسنا مرة أخرى، يكفي ما تلقيناه من عذاب مدة طويلة وسنين عديدة من حياتنا.
أرى لقد بدا موتي وشيكا.. لذلك كتبت هذه القصة مرة أخرى بعد لأي وجهد جهيد وصبر متواصل عن الظلم الذي تعرضت له بهضم حقوقي من طرف بعض المسؤولين وغير ذلك من العذاب الكبير والمعاناة المتواصلة والمجحفة بالضرر الذي لحق لي الكبير وكذلك للمناضلين الأحرار الذين يثوقون للإصلاحات الكبيرة لبلدنا وأوطان العروبة والإسلام وللإنسانية كافة…
وأضيف هذا فقط عن الضحايا الذين ملو الإنتظارات… الخ…
– لا أدري ما الذي ينتظره بعض المسؤولين المعنيين بهذا البلد للقيام بما يلزم في ملف ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجبر أضرارهم الأكيدة عاجلا كلها، ومعهم عبد ربه مع التسوية الإدارية وتحقيق كل مطالبهم المشروعة والعادلة للتخفيف من معاناتهم لسنوات عديدة مضت ولعلاج عدة أمراضهم وأمراضي من طرف أسباب التعذيب الجهنمي الذي تعرضنا له ظلما وأحيانا بدون قانون أو محاكمة…
من أين تستمد الدولة كل هذه الثقة في تأخير قراراتها بالتنفيذ لكل هذا يا ترى؟! لما كل ما تفعله بهذا قد تلطخ الصفحة البيضاء التي يملكها المغرب، ألا وهي صفحة حقوق الإنسان… ومثل هاته الخطوات قد تصب في اتجاه واحد هو انعدام الثقة التامة في الدولة ومؤسساتها العديدة…
ولا يمكن للمرء أن يتصور حالتنا نحن الضحايا للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ونحن نتابع أخبار هذا الوطن وهو يبتعد يوما بعد يوم عن مآسينا ومطالبنا وانتظاراتنا العديدة منذ عقود وعقود من السنين واعتصامات واحتجاجات عديدة قمنا بها، وهذا ما يثير أعصابنا كثيرا هو هذا البرود الذي يتم التعامل به مع قضايانا الحساسة والمعروفة دوليا ووطنيا، وهي تلطخ بشكل غير مشرف تاريخ المغرب القريب وسيرته العطرة في مجال تصفية تركة الماضي الأليم وتثبيت ثقافة حقوق الإنسان.
إن هذا لهو قرار سياسي مهم إذ يمكن أن يتخذ بين ليلة وضحاها وقد يحقق للمغرب وللمغاربة قفزة جديدة في مسيرته التي لا تزال طويلة وطويلة جدا في مجال إقرار حقوق الإنسان ودولة الحق والقانون. ومن صميم الحكمة الأساسية في الظرفية التي يمر منها المغرب اليوم أن يتم التسريع بطي هذا الملف الحساس ببلدنا وتحقيق المصالحة الشاملة مع الضحايا المذكورين عاجلا…
وذلك لتتفادى التورط في الانتهاكات والانتهاكات أو في القمع الممنهج والترهيب، وليس من المفيد أبدا أن تظهر الدولة مزيدا من القوة والعنف من خلال مقاربة المصالحة والمصالحة والتي لا تعني أبدا الاستسلام أو الخضوع للتهديد أو الابتزاز بل تعني بذلك وأساسا تلك الممارسة السياسية الحقة والواقعية القادرة على التنبؤ واستشراف المستقبل واستباق بعض مفاجآته التي قد لا تكون في الحسبان كما قد يتراءى لبعض المسؤولين بالمغرب بلدنا الثواق إلى التقدم والتطور المتتالي بدون حزازات ولا تسويفات مملة، فقد مللنا الانتظارات والانتظارات لسنوات كثيرة وعديدة…
وفي الختام، لابد من الإشارة لمقالين هامين بهذه المناسبة سأنشرهما قريبا. بحول الله في المواقع الإلكترونية، وغيرها إذا بقيت على قيد الحياة لأنني نشرتهما من قبل في حينه، وكنت وجهتهما لهيئة الإنصاف والمصالحة عن الذين تعذبوا بالصعقات الكهربائية في رؤوسهم، وكذلك لي ولجبهة رأسي ولبعض المناضلين والضحايا المذكورين، والهيأة المذكورة لم ترد طرح هذا الملف آنذاك، وكما سمعت. والله أعلم بذلك لما اجتمعت لجنة هاته الهيأة للتشاور هل تنظر وتفتح هذا الملف، فلم ترد التطرق لفتحه ولتعرف البعض الذين تعذبوا بالصعقات الكهربائية في رؤوسهم، لماذا لم يثيروه أو يحاولون طرحه والانفتاح عليه لنعرف حقيقة البعض ممن تعذبوا بالصعقات الكهربائية كما وقع للوطني الغيور والزعيم الكبير والفقيه والمثقف المحنك الأستاذ الجليل المرحوم برحمة الله الواسعة: عبد السلام ياسين عندما عذبوه بالكهرباء في رأسه عذابا مبرحا بآلام كثيرة ومؤثرة حصلت له، كما أثرت علي بدوري بتجربة التعذيب الجهنمي – ومن معي في هاته القصة “الصدمات” المذكورة مع الرجل القانوني (ق) الهام والشاعر المشار إليه فيها وغيرنا – هذا ورغم أنني لا أتفق مع المرحوم عبد السلام ياسين في بعض أفكاره لكنني أحترمه كثيرا على دفاعه عن المجتمع المغربي بجرأة وشجاعة نادرة وصبره وتحمله على الكثير من المعاناة من جراء ذلك ومن أجل الوحدة المغربية المغوار اجتماعيا، ولم تغريه الأموال ولا الأطماع وغير ذلك…
وفي الجمهورية العربية المصرية خلال عهد الرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر رحمة الله عليه الذي رغم أنه كان خطيبا مفوها، ويعمل من أجل الوحدة العربية وقوميتها بحدة وبتتابع، فرغم بعض أخطائه كان قد قدم كثيرا لمصر العزيزة والغالية بالثقافات والعلم والتعليم والفن، وفي عهده كان الرخاء للعديد من المجلات والكتب الثقافية والفكرية وللمفكرين الذين لازالت آثارهم إلى اليوم، ولما كان يقوم أحد المواطنين بدعوة قضائية عليه إذا كان معه الحق يمنحه له القضاء بنزاهة العقل والضمير… الخ…
ومع ذلك تعذب بالكهرباء في رؤوسهم وصعقاته بعض الوطنيين واليساريين في معتقلات لا زالت بعض الأفلام السنمائية المصرية تشخص هذا ونراه بأعيننا التي تتألم عن هذا المصير والتعذيب الكبير لهؤلاء الوطنيين الأبرار… الخ…
كما كان يتعذب بالصعقات الكهربائية مناضلين وثوريين ووطنيين عديدين بالجمهورية السورية والجمهورية الليبية والجمهورية العراقية وغيرها من بعض الدول العربية للأسف الشديد منذ مدة وربما بعض من المناضلين إلى الآن، وببعض الدول كذلك وإن خفت هذه الحالة في دول عديدة نظرا لتطور حقوق الإنسان ومعرفة قيمتها وأهدافها للعمل على تطور وتقدم الأمم والشعوب، وكذلك نظرا لوجود جمعيات حقوقية دولية خاصة تدافع دفاعا كبيرا وهاما عن المناضلين الأحرار بكل تجرد وإخلاص مستمر، والجمعيات الحقوقية الوطنية لبعض الدول في العالم أجمع مشكورين جدا على أهدافهم الحقوقية والإنسانية النبيلة…
والمقالين اللذين سأنشرهما بحول الله كما سلف: الأول بعنوان: “سؤال وسؤال… إلى هيئة الإنصاف والمصالحة.. فهل من جواب شافي ومقنع!!؟” المنشور سالفا في حينه بجريدة “بيان اليوم” الصامدة والعتيدة بالعدد: 4597 ليوم الخميس 21 يوليوز 2005 بصفحة 3، والثاني بعنوان: رسالة مفتوحة إلى رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة: “حبا في الوطن أطالب بكشف الحقيقة” المنشور بنفس الجريدة المذكورة بالعدد: 4617 ليومي السبت والأحد 13/14 غشت 2005 بصفحة 4.
والله ولينا ورفيقنا في الكفاح، وفي تحقيق مطالبنا المشروعة والعادلة نحن ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات الماضية وغيرها لتتحقق آمالنا العادلة والتامة بحول الله وقوته…
ولابد من ذكر الكتاب الهام في مثل هذا الموضوع الذي نشره المناضل الكبير والفذ بمصر الحبيبة والشقيقة (طاهر الحكيم) بطابع في ظهر غلافه مكتوب فيه (الشيوعيون المصريون) “5 سنوات في معسكرات التعذيب” وعنوان الكتاب “الأقدام العارية” والإهداء فيه “إلى موكب الشهداء الذين سقطوا في النضال من أجل الديمقراطية للطبقة العاملة والجماهير الشعبية في مصر: إلى ذكرى 6 من المناضلين الذين عذبوا بالكهرباء وغيره وحقوق الطبع باللغة العربية محفوظة لدار ابن خلدون، وقد كتب في مرحلة الإرهاب والمعتقلات…
وتم كذلك الإفراج عن الشيوعيين المصريين في شهر مايو 1964.
والقصة هي كالتالي باختصار شديد كما نشرتها بجريدة “بيان اليوم” الغراء والعزيزة والجريئة والشجاعة التي كانت تنشر لي مقالات عديدة وهامة لا تجرؤ جرائد وطنية وأسبوعية على نشرها، فإليها وإلى ذكراها الشكر الجزيل والتقدير الكبير مني ومن كثير من المناضلين الأحرار والخلص لانفتاحها على الأقلام الجادة والمعبرة بصدق عن آمال التقدم والتغيير والإصلاح لوطننا المتتالي ولشعوبنا وبلداننا وأوطاننا العربية والإسلامية المقدامة ولكل الجرائد الشجاعة والجريئة أينما كانت في أي بلاد عربية وغيرها…
وقد نشرت بالجريدة الآنفة الذكر تحت عدد 3209 ليوم الثلاثاء 17/12/1985 تحت اسم آنذاك بـ: عبد القادر. لظروف خاصة.
والقصة الواقعية المذكورة هي كالتالي بعنوان:
– الصدمات –
كل شيء صعب، حتى العلاج أو الدخول إلى المستشفى في هذا الزمن صعب، نشكو آلام المرض وعلاته كما نشكو ثمن الدواء، وقد نتوجه أحيانا إلى المستشفى لنخفف من وطأة المرض وحدته ونشفى، لا ليستفحل الداء.
بمستشفى رابض فوق الجبل يصعد إليه بعد مشقة وعناء ظاهرين، اشتهر بين السكان بضخامة ما يحمل بين أسواره الراسخة في العلو من بشر موجودين قصد العلاج كما يتراءى للجميع، مصنفين في ثلاث أو أربع ردهات مختلفة، يعانون بها من الحرمان، والضياع أشكالا وألوانا، من بين المرضى كما يقال: كاتب – رجل قانون (ق) – شاعر، شيء يثير أكثر من سؤال؟
نظم الشاعر قصائد كثيرة عن حبيبته يشكوها آلامه وآماله وكما قال ((حزن في الرأس، وفي القلب))، حبيبة بعيدة عني وقريبة في القلب أتذكرها حتى في لحظات صعبة أعيشها بين الجدران، إنها لا تبارح خيالي، سمع الطبيب الأجنبي بعض قصائده منها التي يَعتزم نشرها في ديوانه الجديد وغضب قائلا له نحن الآن نعالجك… لا تشكو الهيام، وما بالوجدان، أنت في حاجة إلى هدوء النفس. تذكر الكاتب هذا وهو في غرفته رقم (7) بجوار صديقه رجل قانون (ق) ذي بال في المحكمة وهو يبحث في هذه الأثناء عن ساعته بعد أن أخذها منه أحد الممرضين لحظة الصدمات… قال، إنها صدمات تمتد حتى النخاع، صدمات كهربائية بقصد العلاج كما يردد الطبيب الأجنبي.. لم يتذكر لحظة الغياب السرمدي وقت الصدمات ولو حتى اسمه، لقد غاب عنه كل شيء، أصبح بدون ذاكرة… بدون ذكريات، بدون حاضر أو مستقبل، أين الساعة؟ ساعتي اليدوية، لا أعرف الزمن، هل نحن في المساء أم في الصباح، ظهرا أم ليلا… ما إسم اليوم؟ قال القانوني نحن في مستشفى المجانين، لا يهمنا الزمن لا تبحث عن ساعتك وقل للشاعر أن يرثيها بقصيدة عصماء، كما يرثي حبيبته حينما ظن أنها غابت عنه إلى الأبد..
في الليل بعد العشاء، استعاد بعض الذكريات.. انتبه، واستفسر نفسه، وسأل صديقه بعد أن وجد ساعته صدفة تحت وسادته، هل رأيتم دهليزا كدهليز الصدمات الكهربائية الثامنة التي استعملت لنا، إذ فيه العجب العجاب، أجاب القانوني (ق): نعم يوجد الوسخ الكثير، وبشر يعامل كالحيوانات، هل هذا علاج، أم تعذيب خاص.؟! إذ علاجات القرن الماضي بهذا الشكل لم تعد تنفع الآن..
وأضاف الشاعر لقد تفرجت عليكما قبل أن يحين دوري للصدمات الكهربائية، ونحن مسطرون كالسردين في العلب، وقبلها تجولت في الدهاليز المجاورة، وكل واحد يشكي للآخر بما ألم به. وروائح كريهة منبعثة من كل مكان، وأحدهم حكى لي عن سر دخوله لهذا القبو ومما قال: جاؤوا عندي إلى الدكان وطلبوا مني أن أقدم معهم إلى حيث أنتم قابعون وهم يرددون أتينا لنأخذك في سيارتنا السوداء إلى المكان المناسب للعلاج لأن حالتك غير مرغوب فيها! فردد الكاتب: غير مرغوب فينا!.. بدورنا نتفحص المستشفى فنجد أنه أشبه بمراكز للتحقيق للطرق الجهنمية لما يقال أنه علاج على يد هذا الطبيب الأجنبي ((الإسباني)) الذي لا يحن أو يرحم. بل وازع الرحمة إلى قلبه لم يتطرق بعد ونام الجميع وهم يرددون لننم قبل أن يسمعنا حارس الليل… إذ كل ما في هذا المستشفى هو خاص، ممرضوه، وحراسه، وطبيبه الرئيسي ومحتواه البدائي القدر.
– القصر الكبير في يوم 17/01/2022

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading