نظم نادي المواطنة وحقوق الإنسان بثانوية أحمد الراشدي التأهيلية، بشراكة مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، مساء الأربعاء 19 يناير 2022 ندوة علمية في موضوع جوانب من المقاومة ضد الاحتلال الاسباني ، بمناسبة الذكرى 78 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال .
بعد تلاوة آيات بينات من كتاب الله وتحية العلم الوطني ، رحب مدير المؤسسة السيد يونس التجاني بكافة الحاضرين مع إشارته للدلالات العميقة للاحتفال بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال باعتبارها تحديا وجب استحضاره وتمثله..
وختم الاستاذ التجاني كلمته بشكر نادي المواطنة وحقوق الإنسان على مشاركاته المكثفة في تنشيط الحياة المدرسية بالمؤسسة متمنيا له الاستمرارية والتألق.
وباسم النادي المنظم رحبت رئيسته بالحاضرين متمنية قضاء وقت ممتع مع فقرات البرنامج .
وتناولت التلميذة حفصة الفتوحي في عرضها تعريفا للحدث التاريخي ، وسياقاته المختلفة ، ومخرجاته …
الندوة العلمية ” مقاومة القصر الكبير للاحتلال الاسباني ” ترأس أشغالها الاستاذ محمد مومن وشارك فيها كل من الدكتور محمد الصمدي الإطار بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير.
انطلق الدكتور محمد الصمدي في مداخلته من تبيان محاور عرضه الكبرى بحيث قسمها إلى شقين : نشأة المقاومة، تطورها، مع إبراز العوامل الدينية والوطنية لها .
وتحدث الدكتور محمد الصمدي كيف انتقلت المقاومة من مسلحة إلى سياسية ، ومحليا أشار إلى الهيئات الوطنية بالقصر الكبير ، ومظاهر مقاومة الظهير البربري 16ماي، وانعكاسات زيارة الأمير شكيب ارسلان لتطوان ومختلف مدن الشمال ومن بينها مدينة القصر الكبير .
وأبرز الدكتور محمد الصمدي مساهمة القصر الكبير ونواحيها في مقاومة المستعمر ” عيطة القصر الكبير ” ، وانخراطهم وتجاوبهم مع مختلف المبادرات الوطنية (عريضة القصر الكبير للإصلاح الحبوسي ) والأحداث الكبرى ، وتأسيس فروع الأحزاب بالقصر الكبير ودورها الهام في تأطير المواطنين ….
وعن تداعيات الحرب الأهلية الإسبانية تحدث المتدخل عن تنازلات المستعمر الاسباني بمنح هامش ديمقراطي بمدن الشمال كتأسبس المجالس …كما أشار لسياقات تأسيس حزبي الإصلاح الوطني بقيادة الطريس و حزب الوحدة المغربية بقيادة محمد المكي الناصري .
ومحليا ابرز الدكتور الصمدي ماكان لتأسيس المدرسة الأهلية الحسنية بالقصر الكبير سنة 1939 من أثر إيجابي في إشاعة الوعي الوطني ، مع حديثه عن تضامن ساكنة مدينة القصر الكبير ومناصرتها لما يقع بالمنطقة السلطانية ومن ذلك تأييد ما ورد بوثيقة المطالبة بالاستقلال 1944 .
وختم الدكتور محمد الصمدي عرضه بالاشارة إلى العراقيل الاستعمارية في وجه زيارة السلطان محمد الخامس لمدينة القصر الكبير ، وانخراط المدينة في حملة المقاومة بعد نفيه في 20غشت 1953…….
وعادت المداخلة الثانية للاستاذ محمد أخريف مؤرخ المدينة والباحث في تاريخها مشيرا إلى تناوله جوانب غير متداولة ..مستحضرا أهمية الاستدعاء التاريخي بغاية استخلاص النتائج وأخذ العبر ، واستثمار ذلك تربويا مساهمة في غرس قيم المواطنة.
وأشار الأستاذ محمد أخريف للمكاسب التي حصل عليها الشعب المغربي بحيث لم تأت من فراغ بل بفضل تضحيات و صمود أجيال متعاقبة ، فالشعوب التي لا تحافظ على تاريخها وموروثها تندثر ، وان ما قدمته مدينة القصر الكبير للوطن يحق لنا أن نفخر ونعتز به.
وعن فعل ” المقاومة ” أكد الأستاذ محمد أخريف حضورها محليا منذ مختلف العصور بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وكونها غير محصورة بتواريخ معينة ….
وتمت الإشارة في عرض الاستاذ أخريف إلى تعدد أسماء مدينة القصر الكبير ومن بينها ” الحصن الجديد ” اوبيدوم نوفوم في إشارة إلى المقاومة والممانعة ( الحصن ), لينتقل إلى مشاركة سكان المدينة في المقاومة بمحطات مختلفة ( القرن 16 الغزو الايبيري ) ومساهمتهم في حصار مدينة سبتة ، ومقاومتهم المستعمر (عيطة القصر الكبير).
وتوقف الاستاذ محمد أخريف عند ازجال شعبية ارتبطت بالمقاومة ، وعند مشاركة الأهالي في الحرب الريفية ودعمها كواجهة خلفية ….والمساهمة في مقاومة المستعمر الحديث ، وتوفر أبناء المنطقة على بطائق منظمات محظورة ( اليد السوداء ) .
وختم الاستاذ أخريف حديثه عن مشاركة المرأة القصرية في المقاومة …….
وأشرف الاستاذ محمد مومن على منح شواهد المشاركة والتقدير للسيدين محمد الصمدي ومحمد أخريف لمساهمتهما في تأطير اللقاء تسلماها من يد الأستاذين يونس التجاني وامل الطريق.