أفكر بصوت عال : كفى…!

22 ديسمبر 2021

ذ : إدريس حيدر

منذ : 20|12|2021 يشهد المغرب تحولا ” نوعيا سلبيا ” في التعاطي مع مكونات منظومة العدالة و بشكل خاص مع ” هيئة الدفاع ” .
فقد قرر الثلاثي :
– وزير العدل.
– الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية .
– رئيس النيابة العامة .
إجبارية الإدلاء ب” جواز التلقيح ” لولوج المحامي إلى المحكمة .
هذا الإجراء أثار حفيظة المحامين الذين انتفضوا دفاعا عن مهنتهم و كرامتهم.
و على ضوء هذا الحدث الغير المسبوق و الغير العادي ، لا بد من تسجيل الملاحظات التالية :
1- أخذت المحاكم و محيطاتها أوضاعا شبيهة بملحقات مؤسسات وزارة الداخلية : الولايات ،و الباشويات. ذلك لكونها أصبحت مطوقة و محاصرة بسيارات الشرطة بهدف منع المحامين و المواطنين من الولوج إليها دون “جواز التلقيح”.
2- تنازل ” القضاة المسؤولين ” عن استقلاليتهم الذي طالما دافع عنها المحامون في منتدياتهم و مؤتمراتهم ،منذ الزمان الذي اصطلح عليه بالجمر و إلى الآن ، و إعلان تبعيتهم للسلطة التنفيذية و قيامهم بتنفيذ تعليماتها .
3- هذه الإجراءات شوشت على المقتضى الدستوري الذي يجعل من القضاء سلطة مستقلة .
و هنا يجدر التذكير بالقرار الفردي الذي نزل على المحامين كالصاعقة في بداية جائحة ” كوفيد 19 ” ،حيث اُقْفِلَت المحاكم و عُطِّلَت الجلسات و اُخٍِرَت الملفات . و من المعلوم أنها إجراءات غير دستورية.
04- مخالفة هذا الإجراء لمقتضيات الفصل 118 من دستور 2011 الذي ينص على ما يلي :
“حق التقاضي مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه و عن مصالحه التي يحميها القانون.
كل قرار اتخذ في المجال الإداري سواء كان تنظيميا أو فرديا ،يمكن الطعن فيه أمام الهيئة القضائية الإدارية المختصة “.
و كذا المقتضيات الإدارية المتعلقة بالإجراءات الاحترازية بسبب جائحة ” كوفيد 19″
و من تم خلق الغموض و اللبس بين إلزامية ” جواز التلقيح ” و مبدا اختيارية التلقيح .
05- تكريس سلوكيات تمييزية في حق المحامي.
06- التأكيد على أن المحامي يحترم القانون و يدافع على تطبيقه السليم ، و بهذا الخصوص فإن جل المحامين ملقحين و ذلك مساهمة منهم في الوصول إلى المناعة الجماعية و كذلك فلقد ساهموا بدعم مادي محترم مساهمة منهم في المجهود الوطني من أجل القضاء على هذا الوباء الفتاك.
07- إن هذه اللحظات الصعبة تؤرخ لردة حقوقية بامتياز ، تهدف تقييد الحريات بمسميات مختلفة .
و بعد ،
إن المحامي هو تلك المنارة الشامخة التي تضيء بسناها الدروب المظلمة للأمم و الشعوب.
مخطئ من يعتقد أنه و بهذه الإجراءات المقيتة يمكن تدجين المحامي و تطويعه.
و سيظل هذا الأخير تلك الصخرة الصماء التي تتكسر عليها كل محاولات النيل منه.
ثم إن المحكمة هي ” محراب ” المحامي ،يؤدي فيه عباداته التي هي الدفاع عن الحق ، و لن يوقفه أحد عن ممارسة طقوسه.
و دفاعا منه عن حق دستوري يسمح له و للمواطن بولوج مستنير و سلس للمحاكم ، يرفع الآن صوته عاليا و يصيح:
” كفى…!”.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading