ذ : إدريس حيدر :
لعل البعض سيتساءل : هل الآن ،يمكن اعتبار المكتبة أولوية؟ و الحال أن جحافل من الشباب تعيش أطوارا مؤلمة من البطالة ، و لا تجد أدنى فرصة للانخراط في سوق الشغل ،لحفظ كرامته و ضمان قوته اليومي .
و في اعتقادي المتواضع فإن الثقافة بشكل عام تعتبر رافعة أساسية للتنمية.
و من باب تحصيل الحاصل ، فالمكتبة ،هي الحاضنة للتراث الفكري و الثقافي و التاريخي للأمم و الحضارات ، و وعاء للإنتاج الفكري بمختلف أشكاله و أنواعه. و في ذات الآن خزان للمعارف.
و هي كذلك فضاء للنهل من الفكر الإنساني و الغوص في ثناياه و جسر نحو ميلاد المواطن الواع و المثقف.
و لا غرو في أن التكوين الذي يتلقاه الشخص من خلال نهله مضامين الكتب ،تجعل منه في القريب المنظور فاعلا و منخرطا في الفعل التنموي بل و يصبح لوحده قدرة اقتراحية مفيدة و مجدية.
أجل ،إن السبيل إلى التحضر طويل و شاق ، و أولى الخطوات لتحقيقه هو إنشاء البنيات الثقافية التي تشجع على القراءة.
فلا حضارة من دون ثقافة ،و لا خير في شعب لا يقرأ.