رأي شخصي : حول طاكسيات الأجرة الصغيرة بين خدمة المواطن والحملة المسعورة.

12 نوفمبر 2025
Oplus_131072
  • بقلم محمد العربي تشيكيطو :

في الوقت الذي يُفترض فيه أن يحظى سائقو طاكسيات الأجرة الصغيرة بالتقدير لما يقدمونه يوميا من خدمة أساسية لساكنة المدينة، نجد أنفسنا أمام حملة مسعورة وغير مبررة تستهدف هذه الفئة المناضلة من طرف واحد المستشار المعروف بحربائيته و تلونه و بتزكية من رئيس المجلس الجماعي المسؤول الأول عن الفوضى التي يعرفها القطاع و لأنه يعشق دائما أن يظهر هو البطل.

فمنذ أسابيع و هم يحاولون تصوير سائق الطاكسي وكأنه العدو الأول للساكنة، وكأن هؤلاء المهنيين ليسوا أبناء هذه المدينة الذين يعيشون نفس همومها الاقتصادية والاجتماعية مع العلم أن جل طرق المدينة مهترئة و أغلب السيارات تهالكة بسبب المطبات الغير قانونية.

الحقيقة التي يتجاهلها البعض أن الطاكسي الصغير ليس مجرد وسيلة نقل، بل هو رئة المدينة التي تتنفس بها يوميا، ووسيلة تنقل ضرورية لآلاف المواطنين: الطلبة، العمال، الموظفون، النساء، المرضى… جميعهم يعتمدون على هذه الخدمة في غياب نقل حضري محترم ومنتظم و التي هي مسؤولية رئيس المجلس الجماعي.

المجلس الجماعي بدل أن يشتغل على تحسين ظروف اشتغال المهنيين وتجويد الخدمة، اختار أسلوب الصدام والتشويه، في محاولة واضحة لـ”تجييش الرأي العام” ضد السائقين من خلال ترويج الأكاذيب، باستخدام الحاشية الموالية له لتسوق لخطاب خطير يُحمل المهنيين مسؤولية اختلالات النقل، في حين أن السبب الحقيقي يكمن في فشل التدبير الجماعي لهذا القطاع وغياب رؤية إصلاحية واضحة.
إن سائق الطاكسي الصغير ليس خصمًا لأحد، بل هو شريك في التنمية المحلية، يدفع الضرائب، ويواجه الغلاء، ويعمل لساعات طويلة لتأمين لقمة العيش بكرامة.
ومَن يريد فعلاً خدمة المواطن، فليجلس مع المهنيين، وليفتح حواراً جاداً ومؤسساتياً بدل اللجوء إلى سياسة الإقصاء والتشهير.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة واضحة:
محاولة ضرب طاكسيات الأجرة الصغيرة هي محاولة لضرب قطاع حيوي، وامتحان حقيقي لمدى احترام المجلس الجماعي لروح الحوار والشراكة. و للمعلومة فقط الأخ المستشار متابع في سراح بعدما أدى كفالة بسبب سبه و قذفه لأحد المهنيين الشرفاء … و هذا سبب شنه لهذه الحملة المسعورة و للأسف وقودها رؤساء جمعيات مغرر بهم.
تحية عالية لجميع سائقين المهنيين بهذه المدينة المنكوبة..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading