
بقلم : ذ . محمد الشدادي
في إطار الاستشارة التي أطلقتها الجماعة الحضرية مشكورة بشأن تبليط الشارع المجاور لضريح الولي الصالح مولاي على بوغالب، وسعيها لاختيار نماذج الزليج وسياج المقبرة ، أجد من واجبي كمواطن أن أسهم بدوري في هذا النقاش الحضري الهادف.
هذا الشارع ليس مجرد ممر، بل يحمل رمزية روحية وتاريخية عميقة، ويستحق أن يعالج بعناية تليق بمكانته في ذاكرة المدينة وساكنتها.
وقد اطلعت على النماذج المقترحة، فوجدتها بكل احترام لا تعكس روح المكان ولا تليق بجواره المقدس.
وبالمقابل، خلال زيارتي لمدينة طنجة هذا الأسبوع، وقفت على نماذج راقية ومتناغمة مع الطابع الروحي والتاريخي، أراها جديرة بأن تعتمد من قبل الساهرين على تسيير الشأن المحلي في هذا المشروع:
بالنسبة لسياج المقبرة فقد وجدت داخل محطة القطار بطنجة تصميما أنيقا، بسيطا، يحمل طابعا حضريا راقيا دون تكلف، ويضفي وقارا على الفضاء العام يليق أن تسيج به مقبرة مولاي على بوغالب.
أما ما يخص الزليج المستعمل بساحة سور المعكازين بطنجة فيجمع بين الأصالة والمعاصرة، بألوان هادئة، وسيضفي جمالية راقية لو تم اختياره لشارع مولاي على بوغالب.
وها أنا أضع بين يدي المجلس الموقر هذه النماذج، بكل تقدير، راجيا أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن يرسل لجنة تقنية لطنجة لتقف عن قرب على هذه النماذج الراقية، وأن يفتح المجال أمام اقتراحات أخرى من المواطنين، الحرفيين، والمهتمين بالتراث، حتى يكون هذا المشروع الحضري تجسيدا حقيقيا للتشاركية، والاحترام الرمزي، والجمالية الهادفة.
لأن التشاركية واستشارة المواطنين لا تعني الاقتصار على الاختيار من نماذج جاهزة ومحددة سلفا، بل تعني فتح باب الإبداع والتفكير الجماعي، والإنصات لنبض المكان وساكنته.
لأن الشوارع التي تمر بجوار الذاكرة، لا تبلط بالإسمنت
فقط، بل تصاغ بالوعي والاحترام.
فإذا كان شارع مولاي على بوغالب له روح ، حيث يطل عليه ضريح الولي الصالح ، المقبرة، وبه ساحة المقاوم علال بن عبدالله، فمن الواجب إذا الإصغاء لنبضه قبل تبليطه، ووضع سياج للمقبرة ، لأن الزليج و السياج يتكلمان فلنختر ما يحسن التعبير على ذاكرتنا وتاريخ مدينتنا.