
- متابعة :
في 20 غشت من كل عام، يحتفل المغرب بذكرى ثورة الملك والشعب.
وفي إطار تخليد هذه الذكرى الثانية والسبعين، نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة القصر الكبير ندوة فكرية تحت عنوان: “ثورة الملك والشعب: تتويج للكفاح الوطني وتأسيس للمغرب المستقل”.
أشرف على تنظيم هذه الندوة، فضاء الذاكرة التاريخية بالتعاون مع فعاليات من المجتمع المدني، وقد قام بتسييرها الدكتور محمد الصمدي، القيّم على الفضاء.
ولقد كان من المقرر أن تشارك في هذه الندوة الأستاذة أمينة بنونة، الناشطة الجمعوية، إلا أنها اعتذرت لظروف خاصة. ورغم غيابها، فقد وافتنا بمشاركتها التي تضمنت محاور أساسية تسلّط الضوء على الأهمية التاريخية لهذه الثورة، نستعرضها فيما يلي:
- جذور الثورة وتطورها: تعَدّ ذكرى 20 غشت 1953 نقطة الانطلاق لهذه الثورة، وهو اليوم الذي أقدمت فيه سلطات الحماية الفرنسية على نفي المغفور له الملك محمد الخامس وعائلته الكريمة. وقد جاءت هذه المؤامرة الاستعمارية كرد فعل على خطاب طنجة الشهير في 9 أبريل 1947، الذي زعزع أركان الاستعمار عندما طالب الملك بالاستقلال، مما دفع المستعمر للتخطيط لخلعه.
-ثورة شعبية ضد الاستعمار: كان الهدف من نفي الملك هو إخماد الروح الوطنية وتفكيك العلاقة بين العرش والشعب. لكن رد فعل الشعب المغربي جاء عكس المتوقع، حيث اندلعت ثورة شعبية عارمة في جميع أنحاء البلاد، شملت مظاهرات واحتجاجات وأعمال مقاومة مسلحة. هذا التلاحم الاستثنائي بين العرش والشعب شكّل نقطة تحول حاسمة أدت في النهاية إلى عودة الملك محمد الخامس من المنفى في 16 نوفمبر 1955، ثم إلى إعلان استقلال المغرب في 2 مارس 1956.
– أبرز أحداث المقاومة: شهدت هذه الفترة مجموعة من الأعمال البطولية التي جسّدت روح المقاومة المغربية، منها:
محاولات اغتيال رموز الاستعمار والمتعاونين معهم، مثل محاولة اغتيال محمد بن عرفة الذي نصّبته فرنسا ملكًا بديلاً.
العمليات النوعية كـتفجير قطار “كازا-ألجي” الذي استهدف البنية التحتية للاستعمار.
العمليات الفدائية التي قادها أبطال المقاومة مثل محمد الزرقطوني في تفجير السوق المركزي.
اندلاع انتفاضات مسلحة في مناطق مختلفة من المملكة مثل وجدة وبركان وتافوغالت.
تظل ذكرى ثورة الملك والشعب مصدر إلهام للأجيال الجديدة، فهي تُرسّخ قيم التضحية والوحدة الوطنية في نفوس المغاربة. ويواصل الشعب المغربي مسيرة البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، محافظا على الروح الوطنية والقيم التي قامت عليها هذه الثورة.