حول كلية القصر الكبير

6 أغسطس 2025
Oplus_131072

– بقلم : د. عمامو حميد
ترددت في تناول الموضوع خصوصا في ظل الكلاشات هنا وهناك لكن لابد للتعبير عن الرأي ووجهة نظرنا حول الموضوع وذلك من شقين الأول حول جدوى ودور وجود كلية بالمدينة وما يمكن ان تضيفه على مستوى تكوين الطالب الفكرية والشخصية والثاني حول النقاش والهروب به الى براثن السياسة واستغلال حرم جامعي من طرف لاحرمة لهم ثقافيا
فيما يخص اهمية وجدوى وجود كلية بمدينة القصر الكبير إن الكلية كفرع من جامعة يوجد مقرها بمدينة مرتيل منذ عقود ولم نسمع هذا التهويل والنفرير هنا وهناك حول مبدعها مثل ما هو حاصل بمدينتنا التي تفتقر الى ابسط شروط وجود نواة علمية اكاديمية من مكتبات عامة وخاصة توفر للطالب مجالا للبحث والتحصيل العلمي قالطالب الجامعي ليس ذلك الشخص او التلميذ يكتفي بما يمليه عليه استاذه داخل فصله فالطالب الجامعي وقبله الأستاذ الجامعي يبحث عن معين العلم والفكر الذي يتجاوز حدود جغرافيته الفكرية قبل الترابية فالحديث عن وجود كلية يتطلب قبل ذلك دراسة الجدوى من وجودها سواء حول مايمكن ان تضيفه على تكوين وشخصية الطالب جامعي فالطالب لا يمكن ان يشعر بتغيير وانتقاله من مستوى الاستهلاك العلمي والفكري لمقررات ودروس محكومة ومحدودة الإبداع والتاسيس لمفاهيم ونظريات قد تشكل ابو للبحث والعلم بعيدا عن سردية سؤال جواب في الامتحانات الثانوية التي تختلف وتنقل الطالب من الاستهلاك الى الإنتاج هذا الامر يتطلب وجود بيئة تساعد وتدعم ذلك وتسهل عملية البحث والتحصيل التي كان يعاني منها الطالب على مستوى تواجد الكليات والجامعات
بالمدن الكبرى على شاكلة فاس ومراكش والرباط والدار البيضاء وغيرها حيث كان يصعب على الطالب إيجاد مراجعه وكل الكتب التي قد تتناول موضوع البحث ولو بشكل هامشي فكان الطلاب يجوبون المدن والحواضر والمكتبات والمؤسسات من اجل فك لغز البحث واذا ما اسقطنا ذلك على تواجد كلية يتيمة في كل شيء بنيويا وفكريا وانعدام أبسط مقومات البحث العلمي مما يكرس الكسل والفقر المعرفي والسلوكي والشخصي لحياة وشخصية الطالب الذي لن يشعر باي تغيير غير اضطراره الى اقتناء دراجة هوائية او كهربائية للانتقال الى الكلية بعدما كان ينتقل الى ثانويته راجلا فالطالب الذي أكمل دراسته خارج مدينته يعرف ويشعر بالكم الهائل من التغييرات التي طرأت على فكره وشخصيته أنا هنا لا أتحدث عن طلاب السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بكليات ظهر المهراز وتطوان ومحمد الأول وغيرها من الجامعات التي كانت منارات للعلم والنقاش حعلت الدولة لا تعاني من نقص في النخب ولا تحتاج الى تكوين مقارنة بالتكوين الميداني والنظري الذي كانت تلعبه الجامعات حيث لايمكن ان نقارن بها الجامعات اليوم التي لا تصل الى مستوى الحركة التلاميذية فالكلية ليس هي ذهاب ورجوع من المدرج الى البيت بل تكوين وتلاقح بين الأفكار المختلفة والتقاليد المتنوعة التي كان الطلاب يتبادلونها في المدرجات والحلقيات والأحياء الجامعية في الحفلات والمقاصف فنحن إن كنا من الرعيل الأخير الذي عاش الجامعة المغربية الحقيقية حيث سلطة الأستاذ الفكرية حاضرة وانتاجاته هي الحكم والسلطة على الطالب الذي يوم الإمتحان يعز او يهان والمصطلحات الدخيلة القليشية او المني مقابل الشهادة أو غيرها او تسلط وتسيد من لم يدخل الحرم الجامعي الى تسجيل رعيل من الاميين والمتملقين الذين يتقربون الأستاذ اكثر من قريه لكتابه فالدراسة الجامعية تسقل شخصية الطالب وهي المحطة الأولى في تحمله للمسؤولية والتخطيط لمستقبله والطلبة القدامى مدارس في تحمل المسؤولية والجدية بل منهم من حاز على شهادته وشهادة زواجه في حين واحد فالحياة الجامعية كانت رافدا مهما في تكوين وتحصين الطالب فكريا وثقافيا وسياسيا يوم كانت الأحزاب تاتي نخبها من الميدان ومن فصائلها وليس كن أصحاب الشكارة وخلفه جحافل من المرتزقة الذين يطبلون ويزمرون ويتكلمون في السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية والدولية فالجامعة قد حمت الدولة من السقوط بابنائها عبر الفكر وليس الرعاع هكذا كانت الجامعة وكان الطالب الجامعي الذي تفتخر به العائلة والجيران والذي لا يمكن ان يقع في الخطيئة له من الوقار والاحترام لأن كلامه كان موزونا وسلوكه رصيفا وكلها يرجع الفضل فيها الى الفضاء الجامعي الذي سقل واسس لشخصية مسؤولة ورزينة وهي صفات قلت ونتمنى توظيفها والملاحظ سيلاحظ ذلك الفرق بين الطالب الذي تكون في كليات كبيرة وفي مدن تتوفر فيها أدنى مواصفات الجامعة او الكلية وبين الكليات الجديدة بالمدن الصغيرة التي تعرف هدرا جامعيا كبيرا.
فيما يخص تشييد الكلية بمدينة القصر الكبير فبالعودة الى التجاذب ومحاولة هذا الطرف وذاك الى فرض مزاعمه ونظرياته يبقى السؤال هل إنشاء كلية تابعة لجامعة عبد المالك السعدي التي يمتذ نفوذها داخل الجهة ككل من اختصاص جماعة القصر الكبير التي تهتم فقط بما هو ترابي محلي ميزانيته لا يمكن أن تغطي سنة جامعية واحدة بمعيار الجامعة إضافة ان تدبيرها مستقلا عن الجماعة هذا من سبيل بسط البسيط أما احداث كلية فلم يكن فقرار اتخذ مع تفعيل الإصلاح الجامعي عدد 00.01 بكل حمولاته التعليمية والأمنية والثقافية وغيرها فقرار احداث الكليات صدر قبل ازدياد المنسبين احداثها الى الفاعل السياسي الذي لم يكن يفكر او يعرف أن هناك كليات وجامعات تدرس المغاربة أسس التدبير السياسي والاداري السليم المبني على الأسس العلمية وليس الارتجالية والعشوائية والعشيرة والقببلة والاستقواء على الاميين ومرتزقة المجالس المحلية فابعاد الجامعات والطالب الجامعي عن الاسترزاق السياسي وإن كانت تتحمل فيه المسؤولية الكبرى الأحزاب السياسية بابتعادها عن الممارسة والتاطير داخل الحرم الجامعي المبني على النقاش والفكر فالارحم ابعاد الحرم والصرح الجامعي عن المزايدات والتضليل والركوب على بواخر الفكر والإبداع والاكتفاء بأداء واجب المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس الجماعي في القيام بدوره وواحبه في تعزيز البنية التحتية وتوفير فرص الشغل لجحافل المعطلين خريجي الجامعات والكليات ومنها كلية القصر الكبير بدل القفز عن ذلك والايهام بالمنجزات التي لاتدخل في اختصاصات الفاعل المحلي حيث يدخل في اختصاصه توفير فرص الشغل لخريجي الكلية وعدم انتظار التمجيد والتطبيل عند القيام ببعض الواجب المفروض على الفاعل السياسي المحلي.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading