قصة المراكب الصغيرة

28 يوليو 2025

جلال الدافري:

كلما وطأت قدماي أرض المغرب، يعود جلال المهندس الجيولوجي ليتحول إلى سائح هاوي، يحمل حقيبته كأن فيها أدوات حفر، بينما لا تحمل إلا الشاي بالنعناع وبعض الصور القديمة.
..
في العرائش، يسألونني: “منين أنت؟”
أرد : “أنا من هنا، من صخور الذاكرة!”
لكن أحد الباعة يهمس لصاحبه: “شكله آسيوي ضايع فالميدينا!”
أضحك وأقول: “أنا مغربي، يا سيدي، وعندي دبلوم في سخونة الفوسفات!”
لكن لا أحد يصدق أن رجلًا يعرف أعماق الأرض، يبحث الآن عن مركب صغير يأخذه إلى ذكريات شاطئ الأطلسي… كأن البحر نفسه ينتظر هذا الغريب الذي يعرف كل شيء عن الطبقات… إلا طبقة الشمع التي تغطي صور الأمس!
..
أنا لست سائحًا تائهاً في العرائش… أنا ابنها، وريحها قبل أن تلمس الخد.

قصة المراكب الصغيرة ليست حكاية أسمعها من أحد، بل هي فصل من مرحلتي الدراسية. كنت أركبها مقابل درهم واحد، درهم يحمل أكثر من رحلة: كنا نقطَعُ الوادَ في مركب خشبي صغير، يقوده رجل تكسوه الشمس، صامت مثل البحر، يهمس للماء بمجذافه.
دقائق فقط، لكنها كانت كافية لنشعر أننا عبرنا قارة. نصل إلى الشاطئ الذي يطل على المحيط الأطلسي، ونركض حفاة على الرمل الساخن، نصرخ كأننا أبطال في فيلم مغربي قديم. نعم، كنت أركب تلك المراكب الصغيرة، لا كزائر، بل كمن يعرف أين تهب الريح ومتى يهدأ التيار… وأنا جلال، ابن الفوسفات والبحر.
..
اين المراكب الصغيرة. أنا لست ب”طارق أبن زياد”
آسف على المراكب الصغيرة التي فقدتها.

آسف ومع احتراماتي لكل الاسيويين ، الشينوية ، الكوريين و اليابانيين.
انا مغربي
..
جيولجية جلال

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading