
– ذ . محمد أكرم الغرباوي :
أستاذي العزيز سيدي محمد ، أكتب لك رسالتي على الفايس في محاولة النبش بذاكرتي عن أشخاص شكلوا وعيا معرفيا و جماليا بمساري ، في لحضات عابرة أو ملازمة. ومنهم أنت
والدي الثاني سيدي محمد الصبراوي ، حفظك الله و متعك بالصحة و العافية .
سيدي محمد الصبراوي ، كلما مررت ووقفت قبالة محل والدي رحمة الله عليه متأملا ، إلا و شريط ذكرياته لا تنقطع من خيالي إلا بعد ساعات أتذكر فيها حديثه مع أصدقائه و جلاسه و مرتاديه ، لكن صورته و أنت معه تتحدثان بسمت و خلق عظيم و ابتسامتكما لا تغادرا مبسمكما لم تكن جلسة صديقين فقط بل عِشرة زمن صادق . كم حدثني طويلا عنك بفخر و شموخ ، كما حدثني أنت عنه و نحن نواري ثراه رحمه الله ، ونحن معا نبني قبره و انت لم تبرح المقبرة رغم شمس يومها الحار ، و أنت معي أزف فرحا ، و أنت في زيارتك الدائمة المستمرة لبيتنا و أنت و أنت
سيدي محمد ، والدي الثاني ، ربما يعرفك الجميع أستاذا نزيها مستقيما مخلصا لسنوات الدرس ، وآخرون يستذكرون صولاتك بملعب دار الدخان لاعبا أنيقا . وآخرون يرونك ملهما لهما بلغة شكسبير و أنت المترجم و الكاتب و الباحث الرصين ، و آخرون يدرون أنك الصوفي الرباني التقي الورع ، وآخرون يعلمون أنك رجل التوازن و العدالة و الحقوق . لكني أراك أكثر وأكبر ، فليس من عايش و جالس كمن سمع خبرا و آنس .
أستاذي و معلمي ووالدي قد يخجلك كلامي هذا لأني أدرك كالجميع أنك رجل الظل المنير الذي يشعل منارات بعيدة في خجل و تو اضع كبير . ولأنك رغم بعدك عن القصر الكبير فأنت المخلد فيها طهرا وذكرا . كيف وأنت صانع مبادرات الإهتمام بأبناء أحياء الهامش ، وصحة الفقراء و الضعفاء ، و الدفع بأبناءهم النجباء .
سيدي محمد الصبراوي ، كلما ذكرت والدي رحمة الله عليه ذكرتك ، وذكرت اخلاصك له حياة ووفاة . أنت جيل فريد لفرادة صدق الصداقة بينكما التي لم تتوقف بعد أكثر من ستين سنة و تزداد وفاءََ .
متعك الله بالصحة سيد الوفاء ، صانع الفرادة ، أيها الصوفي العالمي .