
– محمد أكرم الغرباوي
أستاذي العزيز حسن ، أكتب لك أولى رسائلي على الفايس في محاولة النبش بذاكرتي عن أشخاص شكلوا وعيا جماليا بمساري ، ومنهم أنت في لحضات عابرة أو ملازمة
أستاذي حسن
أذكرصيف التسعينيات بمدينتي القصر الكبير ، حيت لاشيء به سوى الحرارة المفرطة و قصص وروايات نتسابق لإعارتها بدراهم معدودة من مكتبة بالقرب من استوديو التمسماني ، أو التوقف لتأمل صور شخصيات و أماكن بباب استوديو بنونة أو البحث عن فضاءات مفتوحة بمقهى البانجوان أو على طول سور دار الشباب أو نوافذ الهلال الأحمر … لقتل الفراغ .
أذكر أستاذي أيضا ذات مساء تجمعا أنيقا بمدخل دار الشباب الحريزي و المناسبة معرض جماعي للفنون التشكيلية . دخلت رفقة حمزة طريبق صديق و رفيق طفولتي وجدنا أساتذتنا بن ثابت و القرمادي استقبلونا بلغة مختلفة عن القسم ، لكنك أثرت انتباهنا بابتسامتك و دفعك لنا لاكتشاف اللوحات و قتل رهبة .المكان و ميلاد الشغف لدينا .
لقد كان صيف مدينتي كما تعلم يشتعل فنا تشكيليا و شعرا وأدبا بحديقة السلام و سركا مفتوحا على الترفيه و تنوع الحكايات بالحلقات كان جد مختلف عن مدن البحر لكنه غير كئيب .
الأستاذ حسن البراق تناسخت السنون و الأعوام وكبر الشغف لدينا فظللت كما عرفتك أول مرة مختلف أيضا في تعاملك الأنيق مع الجميع
أتذكر يوم حدثتك عن لقاءنا الأول كنت فخورا به أكثر مني لتعلمني الكثير من التواضع وأخلاقك . رافقتك عن قرب في كثير من المحافل الثقافية و الفنية و كذا اللقاءات ذات المنفعة العامة فكنت دائما رحيما بالمدينة و سكانها . مخلصا لكل من يطلب دعمك فكنت صانع البورتريه الانساني ، و ملهم الجمال . لكنك أستاذي مشاكس كبير في الدفاع عن هوية المدينة و أصالتها و أناقتها . مدافع كما كنت في صفوف النادي القصري تدافع عن صدارته و ريادته قبل أن تطاله لعنة الهبوط و التهافت .
الأستاذ حسن البراق الان بعد تقاعدك بعد مشوار حافل بالمدرسة المغربية العمومية كنت مخلصا فيه للمدرسة و التلميذ و عاشق الريشة من خلال تأطير ورشات الفنون و مشاركاتك في صناعة جمال المدن عبر جداريات
مناسبة القول هذا أن وراء اسمك رجلا أصيلا يهوى الظل و الهدوء و الألوان . يمد يده للمبادرات الحقيقية البعيدة عن البهرجة . مدافع عن قيم الجمال والذوق الأصيل الجماعي المشترك . دافع الآخر نحو اكتشاف المختلف الجمالي . هكذا أنت منذ عرفته أول مرة مختلف ، لم تختلف .