أنام باكرا…

15 يوليو 2025

بقلم : محمد الجباري

أنام باكراً،
علّ الصباح يأتي مُبكرا،
لأشرب قهوة أمي،
وأدعْ أختي تمسك يدي،
إلى مدرسة الحيّ،

اشتقت للّعب مع الصبيان،
لصوت الكرة على التراب،
ولرسائل الحب الخجولة
التي كنت أكتبها
إلى ليلى الجميلة، بنت الجيران

اشتقت للتلفاز …
حيث كان العالم بالأبيض والأسود
والمسلسل العربي لا يأتي في الأسبوع إلا مرة
وقد نموت لو تأخر في الميعاد

جاء الصباح،
لكن لم تأتِ أمي،
مدرسة الحي صارت محل جزارة،
والكتب لحوما معلقة،
الصبيان صاروا رجالا،
ركبوا قوارب منتصف الليل،
بحثا عن وطن لا يغرق،
أما ليلى…
اه ليلى
شاخت قبل أن تشيخ
وذبلت قبل أن تكبر

التلفاز لم يعد يسكت
مكتظا بالألوان
بالحروب
بالكرة
بالفضائح
بكل شيء
إلا حلقتي الأخيرة
من “عازف الليل”

صرت أحنّ إلى المساء
لا لأنّ فيه سكونا
بل لأن فيه أنام
وأهرب من صبح
لا أقبّل فيه يد أمي
ولا تمسك فيه أختي يدي
ولا تنتظرني ليلى
عند باب الجيران

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading