
– إدريس غزالي :
مع نهاية فصل الربيع، تزداد كثافة الغطاء النباتي، ويزدهر نمو النباتات الطفيلية. ومع حلول فصل الصيف، ونتيجة لموجات الحر والضغط الجوي المرتفع، تجف هذه النباتات، مخلفة وراءها أكواما من الحشائش القابلة للاشتعال.
ويعد الإهمال البشري أحد أبرز العوامل المساهمة في نشوب هذه الحرائق، إذ يقوم بعض المواطنين برمي النفايات والمخلفات في الغابات والأماكن الطبيعية، بل ويتركون أحيانا النيران مشتعلة في المواقد المُخصصة للشواء أو الطبخ في الهواء الطلق دون التأكد من إخمادها.
وتأتي الرياح لتزيد الأمر سوءا، إذ تنقل شرارات النار إلى مناطق جديدة، ما يؤدي إلى اتساع رقعة الحرائق. كما أن بعض التصرفات الطائشة، مثل رمي أعقاب السجائر أو القوارير الزجاجية من نوافذ السيارات، خصوصا من طرف السائقين المتهورين أو المخمورين، تسهم بدورها في إشعال النيران، إذ تعمل الزجاجات وعلب الألمنيوم كمكبرات للضوء، مما يسرع اشتعال الأعشاب الجافة.
ولا يمكننا أن نغفل عن حقيقة وجود حرائق متعمدة،
تقف خلفها نوايا خبيثة،من ورائها (مافيا العقار و منتجين القنب والحطب في بعض الأحيان…
إلى جانب حرائق تنجم عن الجهل وغياب الوعي لدى بعض زوار الغابات.
فلنراجع سلوكنا، لأن الطبيعة أمانة، وأي ضرر نلحقه بها سيرتد علينا عاجلا أو اجلا.
كما يقول المثل
بضاعتكم ردت إليكم…