
ذ. ادريس حيدر :
حدد بعض المختصون ، أسباب الاحتراق النفسي في الضغط المفرط و المستمر لفترات طويلة ، نتيجة الإرهاق و فقدان القدرة على أداء المهام المطلوبة .
و من المعلوم ، أن الآثار النفسية للاحتراق النفسي تمتد إلى كل مجالات الحياة ، بما في ذلك الأسرة و العلاقات الاجتماعية و الأوضاع الصحية ، حيث تجعلُ الجسم عرضة للأمراض .
و قد يختلط الأمر بين الاحتراق النفسي و الضغط النفسي ، إلا أنهما يشتركان في كونهما انعكاس عن حالة الإنهاك النفسي و الجسدي التي قد يتعرض لها الفرد ، إلا أنهما يختلفان .
فالشخص الذي يُعَاني من ضغط نفسي يتحسن وضعه بمجرد الإحساس بأن كل شيء ، أصبح تحت السيطرة ، و إذا طال فقد يُؤدي إلى انهيار في أداء الشخص لوظائفه .
أما الشخص المحترق نفسيا ، فهو يُعاني من الشعور بالفراغ ، و هو غير قادر على رؤية أي أمل في التغيير الإيجابي .
و في العديد من الحالات ، تتسبب الوظيفة ، ذات العمل المكثف أو المهن التي تتطلب وقتا و جهدا ، يفوق طاقة الشخص ، بالاحتراق النفسي ، كما يتعرض لهذه الحالة ، الأشخاص الذين يشعرون ، بأنهم يقومون بعمل فوق طاقتهم و لا يحظون بالتقدير الذي يُوازي ذاك العمل .
حتى الأمهات يصبحن عرضة للاحتراق النفسي ، من جراء رعايتهن للأطفال و عملهن في المنزل و مسؤوليتهن عن بعض أفراد أسرهن ، كالوالدين العجوزين أو الإخوة الغير المتزوجين .
و ليس الإجهاد وحده هو السبب في الاحتراق النفسي ، فنمط حياة الشخص ، و بعض خصائصه ، و عمله المتواصل ، دون توفير أوقات للاسترخاء ، و تحمله للمسؤوليات دون مساعدة ، و عدم حصوله على قسط كاف من النوم ، و ميوله للكمال( la perfection ) ، و نظرته المستمر و التشاؤمية للذات …الخ .
و من مظاهره : التعب و الاستنزاف و انخفاض المناعة و الصداع المتكرر و آلام الظهر و آلاف العضلات و نقص في الشهية و العادات السيئة للنوم .
فضلا عن ذلك ، فهناك علامات سلوكية ، كالانسحاب من المسؤوليات ، الانعزال عن الآخرين ، المماطلة ، الاحتياج لوقت أطول لإنجاز كثير من الأمور و المهام .
و للوقاية من الاحتراق النفسي ، يجب :
– التمتع بالراحة و العطل .
– ممارسة تمارين الاسترخاء.
– النوم الكافي .
إنّ موسم الصيف ، أحسن و أفضل فترة لتطويق هذا المرض المدمر و المستعصي أحيانا على الشفاء .
فلننطلق جميعا ، نحو أفق رحب من أجل راحة الجسد و البال .
هيّا إذن … نستريح و ننشط و ننفجر .