
ذ. ادريس حيدر
بدأ يقضي يومه و جزء من ليله ، ضائعا و تائها .
و في صباح إحدى الأيام ، و عندما كان راكبا سيارته ، انتبه إلى أن لافتة صغيرة ، أُلْصِقِت بزجاجها ، و كُتِبَ عليها العبارة التالية :
” تبا لك ، أيها الجَحُود !!!”
أدرك أن كل الناس اكتشفت أمره و سلوكه المقيت .
أوقف سيارته و ترجل منها ، و بدأ يهذي ، ثم رفع صوته و بدأ يجيب على مضمون تلك الجملة المثبتة على زجاج سيارته ، قائلا :
“لست مسؤولا ، بل أبي و زوجته و المجتمع هم السبب فيما آلت إليه ممارساتي .
لا ، أنا لستُ شريرا و لا ناكرا للجميل ، بل رجلا خائفا مما قد يخبئه له المستقبل من نوائب الزمان ، و مرعوبا من المجهول .
الفقر و الحرمان و الحاجة هم السبب و الدافع لهذا السلوك المنبوذ .”
و أضاف بصوت عال و بهستيريا قائلا :
” إقصاء الناس لي ، عقاب شديد لا و لن أستطيع تحمله .
لا ، لا ، لا ، أنا لستُ خبيثا أو مقيتا أو جحوداً…”
هكذا ظل يصيح و رذاذ بصقه يتناثر من فمه ، ترك سيارته مركونة ، و هرول إلى جهة غير معلومة و هو يردد نفس الكلام ، و يستغيث :
” أنقذوني …أنقذوني …أنقذوني …!”
كان قد فقد عقله .
انتهى …
إلى فرصة أخرى .
ذ. ادريس حيدر
بدأ يقضي يومه و جزء من ليله ، ضائعا و تائها .
و في صباح إحدى الأيام ، و عندما كان راكبا سيارته ، انتبه إلى أن لافتة صغيرة ، أُلْصِقِت بزجاجها ، و كُتِبَ عليها العبارة التالية :
” تبا لك ، أيها الجَحُود !!!”
أدرك أن كل الناس اكتشفت أمره و سلوكه المقيت .
أوقف سيارته و ترجل منها ، و بدأ يهذي ، ثم رفع صوته و بدأ يجيب على مضمون تلك الجملة المثبتة على زجاج سيارته ، قائلا :
“لست مسؤولا ، بل أبي و زوجته و المجتمع هم السبب فيما آلت إليه ممارساتي .
لا ، أنا لستُ شريرا و لا ناكرا للجميل ، بل رجلا خائفا مما قد يخبئه له المستقبل من نوائب الزمان ، و مرعوبا من المجهول .
الفقر و الحرمان و الحاجة هم السبب و الدافع لهذا السلوك المنبوذ .”
و أضاف بصوت عال و بهستيريا قائلا :
” إقصاء الناس لي ، عقاب شديد لا و لن أستطيع تحمله .
لا ، لا ، لا ، أنا لستُ خبيثا أو مقيتا أو جحوداً…”
هكذا ظل يصيح و رذاذ بصقه يتناثر من فمه ، ترك سيارته مركونة ، و هرول إلى جهة غير معلومة و هو يردد نفس الكلام ، و يستغيث :
” أنقذوني …أنقذوني …أنقذوني …!”
كان قد فقد عقله .
انتهى …
إلى فرصة أخرى .