الجاحد (01)

25 مايو 2025

ذ . ادريس حيدر :

كان ” مهاجر” طفلا نحيفا ، بأطراف من جسمه كبيرة ، خاصة يديه و رجليه .ذو شفتين غليظتين و ممتلئتين ، تنحنيان نحو اسفل وجهه ، و حاجبين صغيرين و مائلين ، مما كان يترك الانطباع لدى الغير ، بأن الفتى “بليد”.
كان يتيم الأم ، فيما أبوه ” عمر ” كان قد رحل من أحواز مدينة ” مراكش” في اتجاه شمال البلاد ، لأن كثيرا من رجال دواره ، كانوا قد التحقوا بالجيش الإسباني ، و من بينهم أخوه ” إبراهيم” ، الذي استدعاه للعيش معه و البحث عن فرصة للشغل و ضمان قوته .
أنجبت له زوجته ” مليكة” التي رافقته ، من مسقط رأسيهما و صاحبته للاستقرار معه ، حيث استقر اختياره ، طفلا سُمِّيَ ب” مهاجر” تيمنا بأحد الأولياء الصالحين بمسقط رأس أبيه ” عمر”.
كان هذا الأخير رجلا فظا ، قاسيا و شرسا مع الغير و خاصة مع ابنه ” مهاجر” ، و ازدادت شراسته معه ، عندما توفيت أمه ” مليكة” التي أصيبت بمرض نادر لم ينفع معه علاج ، و تزوج بإحدى البدويات و التي كانت تقطن دوارا مجاورا للمدينة ، و كانت قد أنجبت له 5 أطفال
كانت زوجة أب ” مهاجر ” تعامل ربيبها هي الأخرى بكثير من القساوة و العنف و الكراهية و الاحتقار .
فلا يأكل إلا ما فَضُلَ عن أبنائها ، و إذا ما تأخر خارج البيت ، بات جائعا من دون أكل .
كانت تنهره و لا تعتني به و تعامله بازدراء كبير و تعبئ أباه ضده ، مدعية و زاعمة ، أن ابنه ” مهاجر” لا يهتم بدراسته ، و يقضي وقته بالشوارع و لا يلتحق بالمدرسة ، كما أنه لا يساعدها بالصخرة و غيرها .
الشيء الذي كان يؤلب الأب ” عمر” ضد ابنه و يضيقه العذاب الشديد ، و أحيانا كان يقضي الليل معلقا إلى سقف المنزل كالكبش المذبوح في عيد الأضحى .

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading