- بوابة القصر الكبير :
في جوٍّ مهيبٍ ومؤثر، احتضنت قاعة المؤتمرات المنصور بمدينة القصر الكبير مساء يوم السبت 13 أبريل 2025، فعاليات التأبينية التي نظمتها فعاليات المجتمع المدني بالمدينة تكريماً لروح الفقيدة الغالية، الأستاذة سعاد الطود، تحت شعار “وفاء وعرفان”.
وقد شهدت هذه الأمسية حضوراً لافتاً لأطياف متنوعة من المجتمع المدني، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات رسمية وجمعوية، وشخصيات فكرية وثقافية، وزملاء وأصدقاء وتلاميذ الفقيدة، الذين جاؤوا ليودعوا قامةً شامخةً تركت بصمةً واضحةً في تاريخ المدينة.
افتتحت التأبينية بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ محمد العرابي، أعقبها تقديم كلمات مؤسساتية رسمية وجمعوية، حيث عبر كل من الحاج محمد السيمو ممثل المجلس البلدي للقصر الكبير، والدكتور محمد اخريف عن جمعية البحث التاريخي والاجتماعي، وناصر زريوح ممثل مديرية وزارة التربية الوطنية بالعرائش، ومحمد علي الطابجي عن منتدى الشمال لحقوق الإنسان، ورشيد الجلولي باسم جمعيات المجتمع المدني، عن عميق حزنهم لفقدان الأستاذة سعاد الطود، مستعرضين مناقبها وإسهاماتها الجليلة في مجالات التربية والتعليم والعمل الجمعوي، مؤكدين على دورها الرائد في خدمة قضايا المجتمع.
وشكل عرض شريط وثائقي عن حياة الراحلة ومسيرتها المهنية والإنسانية محطة مؤثرة، استعرض محطات بارزة في عطائها الزاخر وإخلاصها لقيم العلم والمعرفة والعمل التطوعي. كما أضفت القصيدة الشعرية التي ألقتها الشاعرة أمل الأخضر جواً من الرقة والشجن على الأمسية، حيث عبرت بكلماتها المؤثرة عن عمق الفقد وأثر الفقيدة الطيب.
وتعمق الحضور في الجوانب الإنسانية والقيم النبيلة للراحلة من خلال الفيلم القصير الذي سلط الضوء على إيمانها الراسخ بالقضية الفلسطينية ودفاعها المستميت عنها.
لحظة مؤثرة حين اضاءت الشموع القاعة ، وقرئت بعد ذلك الفاتحة على روح الراحلة .
بعد ذلك، استمع الحضور إلى شهادات مؤثرة قدمها ثلة من زملاء الفقيدة وأصدقائها، وهم الأساتذة: محمد علي الطود، وأمينة بنونة، ولطيفة البوحسيني، وجمال عتو، وسليم بوشخاشخ، وسمية نخشىى، ورشيدة حماني، حيث استعرضوا جوانب مختلفة من شخصيتها الفذة، وإخلاصها في العمل، وعلاقاتها الإنسانية الراقية، وتركوا بصمات مؤثرة في نفوس الحاضرين.
وفي لمسة فنية معبرة، قدم الفنان يوسف سعدون بورتريه للراحلة إلى أسرتها الكريمة، كعربون تقدير وعرفان لفقيدتهم الغالية.
وعبرت أسرة الفقيدة في كلمتها عن عميق شكرها وتقديرها لكل من واساهم في مصابهم الجلل، ولكل من ساهم في تنظيم هذه التأبينية التي تجسد محبة وتقدير المجتمع للراحلة.
وفي ختام اللقاء، تقدم منسق التأبينية الأستاذ ادريس حيدر، الذي أدار فعاليات الأمسية بدربة وكفاية، بمقترح نيابة عن اللجنة المنظمة يقضي بتسمية إحدى المؤسسات التعليمية أو الثقافية بالمدينة باسم الأستاذة سعاد الطود، تخليداً لذكراها وإسهاماتها. كما أوصى بالاهتمام بموروثها الفكري عبر طبع ما كانت بصدد إنجازه من مؤلفات وأبحاث.
واختتمت فعاليات التأبينية بتلاوة البيان الصادر عن اللقاء من طرف الأستاذ ادريس حيدر، والذي أكد على ضرورة استلهام قيم الفقيدة ومواصلة مسيرتها في خدمة المجتمع والوطن.
لقد كانت هذه التأبينية محطة وفاء صادقة وتقدير مستحق لقامة وهبت حياتها للعلم والتربية والعمل الجمعوي، تاركةً إرثاً غنياً سيظل نبراساً للأجيال القادمة في مدينة القصر الكبير.