الإعلام في رمضان

2 أبريل 2025

بقلم : عبد الرؤوف الزكري

لا يسع المرء وهو يتابع ما يرشح عن مختلف المنصات التواصلية الحديثة، التي تتكاثر عددا، وتتنوع أسلوبا، وتتطور تقنية، وقد عاش ردحا من الزمن بدونها ، إلا أن يقيم مقارنة أو مقارنات بين ما قبل وما بعد. ما بين زمن المذياع والتلفزيون والجريدة، التي لا تكاد تذكر بين الجيل المرتمي بالكلية في أحضان الوسائط الحديثة، تلقيا وإلقاء وخصوصا في الشهر الفضيل.
لقد كان المذياع ولا زال يحرص على تكثيف البرامج التي ترفع من منسوب المعرفة الدينية والثقافة المغربية بمختلف تجلياتها، التقليدية منها أساسا. أما الجرائد فكانت تحتفل بالشهر الكريم، بإهداء القراء صفحات تحت مسمى: فسحة رمضان، يقطف الراتع في حياضها، ثمار الفائدة و التسلية. في حين يكرس التلفزيون الوسيلة الأكثر جماهيرية برامجه بما يتناغم مع دروس الوعظ والإرشاد. حيث تأتي المسيرة القرآنية على رأس القائمة، بالإضافة إلى المواعظ الدينية والمسلسلات التاريخية، الجسر الذي ينقل المتابعين لها بمنبع الهوية ودوحة الحضارة أيام مجدها، بكل ما يقتضيه المقام من تشويق وإثارة، ترسخ المعرفة، وتحفز على الاقتداء. تعزف لحن الأشواق الروحية، وتردد أنشودة القيم الإنسانية.
فهل نتحسر على فقدان هذا التراث التلفزي المفقود والمنقلب عليه اليوم؟ وإن كان يستعبدنا استعبادا جميلا. أم نبتهج بهذا الفتح الإعلامي بمحتوياته الأكثر غنى وثراء؟ و نحن نستحضر ضحايا تفاهته، وتفاهة مؤثريه، واختلاط الهزل بالجد في أكثر المواقف المبكية.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading