
ذ . ادريس حيدر :
لقد تتبع الرأي العام المغربي الندوة الصحافية التي عقدها السيد” إدريس لشكر ” في مقر حزبه مع المواقع “العمق” و ” أشكاين” و ” أنوار بريس ” ، يوم : الأربعاء : 26|03|2025.
و قد أثارت تصريحاته المتعلقة بموقف الاتحاد الاشتراكي من الحرب الدائرة في ” غزة” ، غضب المواطنين .
و كان الكاتب الأول لرفات الاتحاد الاشتراكي ، قد قال ، إن ما قامت به حركة ” حماس” في عمليتها التي أطلقت عليها :” طوفان القدس” ، دون استشارة القيادة الفلسطينية ، عملا غير مسؤول ، نتج عنه قتل و تشريد و تجويع آلاف الفلسطينيين في ” غزة”.
و بالرغم من دفاع الأقلام المحسوبه عليه ، وكذا موقف جريدة حزبه و التي تبنت موقفه جملة و تفصيلا ، وجب التعليق بهدوء كبير عى موقفه و تصريحاته بما يلي :
1- إن الشعب الفلسطيني يتعرض إلى حرب إبادة غير مسبوقة في هذا القرن و الذي سبقه ، نتيجة لمخطط الدولة الصهيونية و حلفائها في الغرب و بالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية ، بما يتنافى مع القوانين و المواثيق الدولية ذات الصلة و القانون الإنساني الدولي .
بمعنى أن آلة ( ماكينة) القتل و التدمير و التشريد لم تتوقف منذ :1948 ، و أخص بالذكر :
* 1987حرب جنوب لبنان ضد الشعب الفلسطيني و اللبناني
* 1982 : غزو لبنان و سميت بعملية الصنوبر .
* 1987 الانتفاضة الفلسطينية الأولى – انتفاضة الحجارة .
* 2000 ( الضفة الغربية و قطاع غزة ( انتفاضة الأقصى ).
* 2008 : الهجوم على ” غزة” .
* 2014 : الحرب على ” غزة” .
* 2024: الحرب على ” غزة” – طوفان الأقصى .
فضلا عن حروبها الثلاث على الدول العربية : 1948 ر 1956ر 1973 و حرب الاستنزاف .
و بالتالي فهذا النهج الهادف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني هو مخطط صهيوني / غربي ، يتم تنفيذه منذ قرابة 70 سنة .
2 – إن التصريح الذي أدلى به السيد : “لشكر ” ، يتماهى مع موقف المتخاذلين و الرجعيين و المتواطئين في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية و قادة العالم العربي ، مدعين جميعهم أن عميلة ” طوفان الأقصى” التي خططت لهاو نفذتها منظمة ” حماس ” يوم : 07 أكتوبر ، يعتبر ” نكسة” خطيرة و أن ليس فيها” لا انتصارا و لا تحريرا ” .
3- إنه و بالمقارنة مع بعض مواقف قادة الأحزاب الاشتراكية أو الأممية الاشتراكية نجد موقف السيد : ” لشكر” لا يرقى إلى الذي تبناه مثلا الأمين “.العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني السيد :” بيدرو سانشيز”
بالرغم من كونه رئيسا للحكومة و قد يخضع لضغوطات حلفائه الأروبيين ، مع ما يترتب عن ذلك من تقويض لمصالح إسبانيا .
4- لقد رد الشعب المغربي ردا قويا من خلال مظاهراته العارمة التي تلت تصريحات السيد :” لشكر” التي أكد فيها ان الاحتجاجات لا طائل من ورائها ، و أبلغه رسالة واضحة مفادها : أن القضية الفلسطينية ، قضية وطنية و أنه مستعد للتضحية من أجلها بالغالي و النفيس ، مُدِينة ْ جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب ” الغزاوي” من طرف إسرائيل العنصرية و كل أذنابها في
المنطقة و حلفائها في الغرب المنافق
4 – لقد اعتبر السيد ” لشكر” و حواريه و منبره الإعلامي أن تصريحاته واقعية و بعيدة عن المزايدات السياسوية ، و أن مواقف حزبه معروفة بالدفاع عن القضية الفلسطينية .
و الحقيقة هو أن هذا التصريح يعتبر في العمق ترويج لخطابات الغرب و لأنظمة العربية العفنة و اليمين الفاشي ، و التي تلوح بأنه آن الأوان لتفكيك حركة المقاومة ” حماس” و القضاء عليها ، لأنها تأخذ الحرب مع إسرائيل بالوكالة ، أي بتخطيط و تحريض من دولة ” إيران ” التي تهدد المنطقة برمتها .
و في هذا السياق كانت الدولة الصهيونية تفكر في تنصيب سلطة شكلية علىً مقاسها في قطاع :” غزة”.
إن شعوب الأرض خرجت إلى الشوارع ، مُنَدِّدَةً بحرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل ، كما أن الشعب المغربي ملأ شوارع المدن بمظاهرات تحوي الأشخاص من كل الأعمار ، بما فيهم الأطفال ، طيلة سنة ، و أعلنت غضبها و مساندتها و تضامنها مع الشعب الفلسطيني .
فهل يا ترى كان لا بد لهذا الرجل أن يصيب الإنسان المغربي في مقتل بهذا التصريح ؟
و هل أنصت جيدا لبض الشارع و لأنين أمة ، أم اكتفى فقط بإبلاغ رسائل الولاء للجهات ذات الصلة ؟
و هل إن هياكل و قواعد هذا الإطار الحزبي ، تتبنى تصريحاته ، أم أنها فرضت عليه ، و في هذه الحالة ، ما العمل ؟
يقينا أن ما تفوه به ” لشكر” ينم عن قصر نظر ، و عن لهاث من أجل تحقيق مكاسب سياسية ظرفية .
و إنه لعمري خطأ سياسي فادح .
30 مارس ، يوم الأرض .