القصر الكبير من أقواس التاريخ إلى أطلال الذكريات

12 مارس 2025

ذ : عبد المالك العسري

المدينة القديمة للقصر الكبير،التي تتمثل في عدوتي باب الواد والشريعة تلك التحفة المعمارية التي تعكس تاريخاً طويلاً من الثقافة والحضارة المغربية، تعيش اليوم تحت تهديد كبير يهدد بقاء جزء هام من تراثها. فقد شهدت هذه المدينة في الآونة الأخيرة سقوط بعض من أقواسها التاريخية، ما يضعنا أمام حقيقة مريرة: إن هذا التراث القيم في خطر حقيقي.
القصر الكبير، الذي يعد من أقدم المدن المغربية وأكثرها احتفاظاً بهويتها المعمارية، يعكس تاريخاً حافلاً بالعراقة. أقواسه التاريخية وأزقته الضيقة والمباني التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة تشهد على تطور المجتمع المغربي عبر العصور. ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت بعض هذه الأقواس تنهار بسبب الإهمال المستمر والظروف البيئية القاسية التي تعصف بالمنطقة.
أسباب هذا الخطر متعددة، أولها الإهمال الذي طال العديد من المواقع التاريخية في المدينة. لا تكمن المشكلة فقط في غياب الصيانة المستمرة، بل أيضاً في غياب أي إرادة للحفاظ على هذه المعالم التاريخية. وحماية هذا التراث الذي يمثل جزءاً من هويتها الوطنية. إضافة إلى ذلك، فإن التغيرات المناخية ، تؤثر سلباً على الأبنية القديمة التي لم تعد قادرة على تحمل هذه الظروف.
المدينة القديمة للقصر الكبير ليست فقط موروثاً حضارياً، بل هي شاهدة على تفاعل ثقافات وحضارات متعددة على مر العصور. ومن هنا، يصبح الحفاظ عليها مسؤولية جماعية يجب أن تتضافر فيها جهود الدولة والمجتمع المحلي. هناك حاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات صيانة واضحة وقوية، إضافة إلى حشد الدعم المالي واللوجستي للحفاظ على معالم المدينة قبل أن تصبح ذكريات قديمة.
التهديد الذي يواجه المدينة القديمة ليس مجرد خطر على الأبنية، بل هو تهديد للذاكرة الجماعية إن فقدان هذه المعالم التاريخية يعني فقدان جزء من تاريخنا المشترك، وبالتالي علينا جميعاً أن نتحمل المسؤولية في العمل على حماية هذا الإرث الثقافي من الزوال.
هذه الواقعة بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً. لابد من وضع خطة شاملة لحماية المدينة القديمة للقصر الكبير، ليس فقط عبر عمليات الترميم والصيانة،. الحفاظ على هذه المدينة يعني الحفاظ على جزء من هويتنا وتاريخنا المشترك، ويجب ألا نسمح بأن يصبح هذا التاريخ مجرد أطلال تحت وطأة الإهمال

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading