نوستالجيا (01) :رمضان كريم .

7 مارس 2025
Oplus_131072

بقلم : ذ . ادريس حيدر

كلما حل شهر رمضان ، إلا و ارتدت ذاكرتي إلى الوراء ، حيث أتذكر أحداثا و مسلكيات و ظواهر كانت تصاحب و ترافق هذا الشهر الفضيل .
في مساء اليوم الذي يسبق حلول هذا الشهر ؛ كان يحلو لنا و نحن أطفال ، أن نتأمل و بكثير من الفضول ، رؤوس كثير من النساء على الأسطح ، و التي تبدو و هي تشرئب نحو الأفق و تنتظر مغيب الشمس ، فيما الأصابع تشير في الفضاء إلى شيء بعيد ، و مباشرة بعد ذلك تعلو الزغاريد التي يتردد صداها في كل مكان .
كانت هذه اللحظة أساسية و تتعلق بمراقبة شهر رمضان ، حيث إنه و إذا ثبتت رؤيته ، يكون الإعلان الرسمي بحلوله و بداية الصيام لشهر كامل امتثالا لقوله تعالى في صورة البقرة :” فمن شهد منكم الشهر فليصمه …” .
في بدايته تكون حركة الصائمين بطيئة ، و تعلو وجوههم أحيانا مظاهر العياء و التعب ، نتيجة النقص في ساعات النوم ، و كذلك لتدني مادة السكر في الدم و كذا لارتفاع أو انخفاض ضغط الدم .
هذه عوامل جانبية قد تتسبب في النزاعات و النرفزات و الخصومات التي تكثر في الفضاءات التي يرتادها الناس .
و المثير للإنتباه ، أنه كلما اقتربت ساعة آذان المغرب ، إلا و شهدت الشوارع اكتظاظا و حركة غير عادية للمواطنين ، بغرض التبضع ، و قد يكون الازدحام غير عادي ، و قد يُفَسَّرُ ذلك ببعض الفرحة التي تغمر الصائم ، نظرا لاقتراب موعد تناوله الطعام أي الإفطار .
كان هذا الأخير عند عموم الأسر عاديا و بسيطا : ” الحريرة ” ، الخبز ، الثمر .
نخرج ، نحن الأطفال ، بعد حصة تناول الطعام إلى أزقة الحي، نلعب و نلهو بالجري و غيره ، نردد أناشيد لها علاقة بشهر رمضان .
و نظل على هذه الحالة و تحت الأضواء الكاشفة إلى ساعات متأخرة من الليل .
بعدها نلتحق بأفرشتنا و نغط في نوم عميق ، بعد يوم من التعب و الصيام و اللهو .

يتبع…

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading